بعد كشف الخلافات بينهما.. هل يقصي بايدن نائبته من البيت الأبيض؟
معركة خفية تدور داخل أروقة البيت الأبيض بين أكبر قطبيه، الرئيس جو بايدن من جانب، ونائبته كامالا هاريس من آخر، مزاعم الخلاف بين الرئيس ونائبته، كشفها كتاب “هذا لن يمر: ترامب وبايدن والمعركة من أجل مستقبل أمريكا” من تأليف جوناثان مارتن وأليكس بيرنز الصحفيين في “نيويورك تايمز”.
وسلَّط الكتاب الضوء -تحديدًا- على مخاوف هاريس بشأن حقيبة السياسات، التي يكفلها منصبها.
ويزعم الكتاب أن هاريس أخبرت مساعدي البيت الأبيض -بعبارات صريحة- بأنها لا تريد أن تقتصر على عدد قليل من الموضوعات المرتبطة بالنساء والأمريكيين السود.
هذه المزاعم تتزامن مع تقارير ذكرت أن بايدن يفكر في الاستعانة بمرشح آخر لمنصب نائب الرئيس، إن ترشَّح في انتخابات 2024.
الكتاب -الذي نُشرت مقتطفات منه- وصف العلاقة بين بايدن ونائبته بأنها “ودية لكنها ليست وثيقة” واستشهد بذلك بأن “وجبات الغداء الأسبوعية” -تقليد في البيت الأبيض- وصلت إلى حدها الأدنى، في العلاقة الشخصية والسياسية.
مستوى التوقعات
كما ذكر أن مديرة الاتصالات في مكتب بايدن كيت بيدينغفيلد، لامت هاريس مباشرة، وحمَّلتها مسؤولية التوتر مع الرئيس الأمريكي.
وألمح مؤلفا الكتاب إلى أن هاريس كانت على غير التوقعات في منصبها الحالي، وأيضًا في مناصب سابقة، من وجهة نظر بيدينغفيلد، التي قالت إن منصب نائب الرئيس لم يكن المرة الأولى في مسيرة هاريس السياسية، التي لم ترق إلى مستوى التوقعات، فقد غلبت الفوضى على مكتبها أيضًا في مجلس الشيوخ، وكانت حملتها الرئاسية فاشلة، ولعل المشكلة لا تكمن في موظفي نائبة الرئيس”.
مكمن القوة
لكن بيدينغفيلد أنكرت هذا الادعاء، وأكدت لموقع بوليتكو أن نائبة الرئيس هاريس مكمن قوة في هذه الإدارة، وأضافت: أنا أكن احترامًا للعمل الذي تقوم به كل يوم، لدفع البلاد إلى الأمام.
وذكرت تقارير أن الموظفين الذين يعملون مع هاريس دائمًا ما يستقيلون بسبب ما وُصف بـ “الجفاء الغالب على أسلوبها” فضلًا عن وتيرة التعيين والفصل السريعة التي سببت حالة من الفوضى داخل مكتبها.
وحسب “بوليتكو” فإن هاريس خاب ظنها بسبب المهمات التي أوكلها بايدن إليها، والتي تضمنت “حقوق التصويت”، وهو تكليف وصفه الكتاب بأنه غير مرغوب فيه.
إلى ذلك يسرد الكتاب ما ورد عن نائبةٍ مقربة من هاريس في مجلس الشيوخ الأمريكي، قالت إن نائبة الرئيس “تمكن الإحباط منها” بسبب تدني شعبيتها في استطلاعات الرأي الجماهيرية، إذ جاءت أرقامها حتى بشكل أقل من أرقام بايدن.
استياء زوجة بايدن
أبعد من ذلك يتطرق الكتاب إلى استياء السيدة الأولى جيل بايدن من اختيار هاريس نائبة للرئيس، ونقل المؤلفان حديثهما مع مستشار مقرب من حملة زوجها تساؤل “السيدة الأولى”: لماذا علينا اختيار الشخص الذي هاجم جو؟ في إشارة إلى مناظرة جمعتهما.
المزاعم التي أوردها صحفيا “نيويورك تايمز” في كتابهما لا تختلف كثيرًا عما نشرته “سي إن إن” عام 2021، عن خلافات متزايدة في البيت الأبيض، بين معاوني هاريس وفريق مكتب بايدن.
تهميش متعمَّد
في مقابلتها مع أكثر من 30 شخصًا، من مساعدي هاريس السابقين والحاليين ومسؤولي الإدارة والمستشارين الخارجيين، كشفت شبكة “سي إن إن”، عن سخط واختلال وظيفي داخل البيت الأبيض.
وأكدت أن أعضاء مكتب هاريس تحدثوا عن تعمُّد تهميش نائبة الرئيس، وقال بعضهم إنها أبلغت المقربين منها، بأنها مقيدة ولا تستطيع القيام بمهامها.
*السياق