محميد المحميد : التصعيد الحوثي.. والصمت الأممي
التصعيد العدائي الحوثي الإرهابي مؤخرا، وكما أكدت عليه وزارة الخارجية البحرينية، لا يستهدف فقط أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وإنما يراد به الإضرار بأمن امدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي، وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي.. وهنا مربط الفرس.
فقد بات لأي مواطن ومتابع للمشهد العالمي والإقليمي، أن يدرك وبكل قناعة أن هذا التصعيد الآثم الذي ينفذه الحوثي الإرهابي، يقف خلفه صمت أممي، ويكشف تخاذلا فاضحا من قوى دولية، وأنها محاولات استفزازية من بعض جهات من أجل مسألة النفط تحديدا، والموقف الخليجي من الأزمة الروسية الأوكرانية.
وإلا فما معنى تحرك مجلس التعاون الخليجي لدعوة الأطراف اليمنية لعقد جلسة مشاورات ومباحثات عن اليمن، ومن ثم يتم التصعيد الحوثي الإرهابي في هذا التوقيت..؟؟ هذا أسلوب معروف ومكشوف، يفهمه الخليجيون جيدا، ومنهجية متكررة لمن يقف خلف الحوثي الإرهابي ويدعمه، من أجل إيصال رسالة واضحة للخليج العربي ودول التحالف، سواء في مسألة النفط والقرار الخليجي، وفي مسألة كسب أوراق قبل جلسة المشاورات، يعتقد «الحوثي» أنها ستكون أوراق ضغط على الطاولة.
يخطئ الحوثي، ولا يتعلم من يقف خلفه ويدعمه ويسانده، أن دول الخليج العربي لا تستطيع أي جهة أن تمارس عليها سياسة (لي الذراع)، وأن الشعوب الخليجية تدرك جيدا أن التصعيد الحوثي مجرد أداة ضغط فاشلة، من أجل قرارات أخرى تتعلق بالموقف الخليجي من الأزمة الروسية الأوكرانية.
ذلك أن محاولة الجهات الغربية لحشد موقف أممي يضم الدول الخليجية والعربية معا، لمساندة قرارها فيما يحصل بين روسيا وأوكرانيا، بكل الطرق والأساليب، الأخلاقية وغير الأخلاقية، لا تعطي لهما الحق في إرغام وإجبار أي طرف خليجي عربي، كي تتطابق مواقفها مع الموقف الغربي، وإلا فإن تلك المحاولات تعيد للذكرى المقولة الشهيرة: ((من لم يكن معي فهو ضدي)).
لذلك كان الموقف السعودي الصارم والحاسم، والمدعوم خليجيا وعربيا، واضحا ومحددا، في الإعلان بعدم تحمل المملكة العربية السعودية مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية الإرهابية.
التصعيد الحوثي المدعوم بالصمت الأممي، والموقف الدولي المنشغل بالأزمة الروسية الأوكرانية، يستوجب المزيد من الوعي الشعبي الخليجي والعربي، بدلا من الانشغال بقضايا ومسائل وأخبار ليست ذات أولوية وطنية، والاشتغال بشائعات ومواقف محلية، يراد للشعوب الخليجية أن تغيب عن المسألة الأهم وهي: الأمن والاستقرار والازدهار.