البرهان يلوح بطرد المبعوث الأممي بسبب التدخل في الشأن السوداني
هدّد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مساء الجمعة بطرد رئيس بعثة الأمم المتحدة “يونيتامس” فولكر بيرتس بسبب “التدخل” في شؤون البلاد، وذلك عقب بيان إحاطة قدمه رئيس بعثة “يونيتامس” لمجلس الأمن الدولي، حمل كثيرا من الاتهامات للسلطة القائمة بالسودان تتعلق بقمع المظاهرات.
وقال بيرتس في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين إن السودان يتجه نحو “انهيار اقتصادي وأمني ومعاناة إنسانية كبيرة” ما لم تُستأنف الفترة الانتقالية بقيادة المدنيين الذين أطاحهم بهم البرهان في انقلاب عسكري العام الماضي.
كما نبّه المبعوث الأممي إلى ارتفاع منسوب الجريمة والفوضى، وقتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب، والعنف ضد المرأة “من جانب أفراد قوات الأمن”، وتصعيد استهداف النشطاء.
وطالب البرهان في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية وجامعة كرري، الجمعة، المبعوث الأممي “بأن يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني وبأن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد”.
كما حضّ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على “تسهيل الحوار بين السودانيين وتجنب تجاوز تفويضهم والتدخل في شؤون البلاد”. وفق ما أورد بيان مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش.
وشدد البرهان على أن “الصراعات القبلية والمعاناة التي تحدث هي نتيجة لمزايدات القوى السياسية التي مازالت تتمنع عن التفاوض والحوار”.
وأكد أن القوات المسلحة وكافة القوات النظامية لن تفرط في أمانة الوطن، على الرغم من تعرضها للظلم وحملات التشويه من قبل قوى لا حظ لها ولا نصيب من الوطنية.
وأضاف “القوات المسلحة لا تريد حكم البلاد لوحدها ولم تتوقف عن دعوة لجان المقاومة والقوى الوطنية للحوار والتوافق الوطني المنشود”، مؤكداً “لا اعتراض على أي مبادرة تحقق هذا الهدف”.
وتقود البعثة الأممية بالخرطوم والاتحاد الأفريقي مبادرة لحل الأزمة السياسية التي يعيشها السودان منذ صدور قرارات قائد الجيش في 25 أكتوبر، والتي قضت بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
وبدوره، اتهم رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة إبراهيم الحوري في مقال الخميس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) برئاسة فولكر بيرتس بأنها “لم تلتزم بمبدأ الحياد”.
ورفضت البعثة الاتهام لكنها شددت على أنها “غير محايدة بخصوص الالتزام بحماية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية”.
وتهزّ احتجاجات حاشدة السودان منذ الانقلاب وتواجه بحملة قمع عنيفة من قوات الأمن أسفرت حتى الآن عن مقتل 93 شخصا، وفق نقابة أطباء مستقلة.
وقال بيرتس إن بعثة الأمم المتحدة اتفقت مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) على بذل جهود مشتركة لتسهيل المحادثات في السودان.
كما دعمت مجموعة أصدقاء السودان، وهو تجمع يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الجهود الأخيرة لتسهيل الحوار.
ودعت المجموعة إلى استئناف العملية السياسة بقيادة المدنيين التي بدأت إثر الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019 لأن “من شأنها أن تمهد الطريق لاستعادة المساعدة الاقتصادية وتخفيف الديون الدولية”.
والخميس، اجتمع ممثلو الأحزاب والفصائل السودانية في القاهرة، لبحث خارطة طريق لحل الأزمة في البلاد، وطرح مبادرة وطنية للوحدة.
وطرح ممثلو الأحزاب والفصائل المشاركون مبادرة وطنية لحل الأزمة السودانية تقوم على مجموعة من المبادئ والبنود، أبرزها تكوين لجنة تنسيقية عليا لإدارة العمل الحزبي المشترك، والتواصل مع القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة لتحقيق المصالح الوطنية العليا والعمل على حشد طاقات الشباب والمرأة السودانية لتأدية دورهم في العمل الوطني والحزبي.
وكان البرهان، قد زار مصر الأربعاء، والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث عقدا جلسة مباحثات مشتركة صدر بعدها بيان مشترك. كما اتفقا على التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين وزيادة حجم التعاون التجاري.