محميد المحميد : تنظيم الحج.. نجاح سعودي باهر
ذات مرة طرحت جريدة «عكاظ السعودية» سؤالا مهما: كيف نجحت المملكة العربية السعودية في تأمين أداء مناسك الحج لملايين الحجاج، بأمن وأمان ويسر وسهولة؟! وقالت إنه سؤال تكمن إجابته في الجاهزية والتطور، والأداء المهني والعزيمة والإصرار والتفاني..، إنه تناغم المنظومة الأمنية مع المنظومات التنفيذية.. إنها كلمة السر في نجاح موسم الحج، «حكمة في التدبير.. وحنكة في التفكير»، والسؤال: ليس لماذا نجح الحج، بل كان يجب أن يكون السؤال: «لماذا لا ينجح الحج؟ فطالما لدينا القيادة والإدارة والإرادة.. سننجح بإذن الله».
لذلك، مع نهاية كل موسم للحج، يجب علينا جميعا أن نتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الكبير للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على النجاح الرائد والمتميز والمتواصل، في تنظيم أكبر تجمع ديني عالميا.
ليس في الأمر من مبالغة، وليس في الحديث من مجاملة، ولكنها حقيقة واقعة يشهد بها الجميع، وتكشفها الأرقام والإحصائيات، النجاح السعودي الباهر.. نجاح يؤكد تخطيطا استراتيجيا، وتنظيما متكاملا، ومتابعة شاملة، ورعاية فريدة، ورؤية حضارية عصرية، جعلت من موسم الحج منصة للتسويق السعودي الرائع، برسالته وأهدافه، ومضامينه ووسائله، وتسخير كافة الجهود والإمكانيات من أجله.
بلغة الأرقام والإحصائيات، ووفقا لإعلان الهيئة العامة السعودية للإحصاء، فإن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام بلغ 899,353 حاجًّا وحاجّة، منهم 779,919 حاجّاً قدموا من خارج السعودية عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 119,434 حاجّاً من مواطنين ومقيمين.
وبيَّنت الهيئة في نتائجها الإحصائية لحج هذا العام أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج بلغ 486,458 حاجًّا، بينما بلغ عدد الحاجَّات الإناث من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج 412,895 حاجَّة.
وحول إحصاءات الحجاج القادمين من خارج السعودية، أوضحت الهيئة العامة للإحصاء أن نسبة الحجاج القادمين من الدول العربية قد بلغت 21.4%، أما نسبة حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية فقد بلغت 53.8%، بينما بلغت نسبة حُجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية 13.2%، في حين بلغت نسبة حجاج دول أوروبا وأمريكا وأستراليا 11.6%، أما عن طُرق قدوم الحجاج من خارج السعودية فقد وصل 738,680 حاجًّا عن طريق المنافذ الجوية، بينما وصل 35,210 حجاج عن طريق المنافذ البرية، فيما وصل عن طريق المنافذ البحرية 6029 حاجّاً.
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية والطبية المقدمة لضيوف الرحمن في موسم الحج هذا العام، بلغ إجمالي القوى العاملة في هذا المجال 21,062، 60% من الذكور، و40% من الإناث، وبلغ عدد المستشفيات 23 مستشفى، كما بلغ عدد المراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة 152 مركزاً، في حين بلغ عدد سيارات الإسعاف المجهزة لخدمة الحجيج 511 سيارة، وبلغ عدد طائرات الإخلاء المُعَدَّة لإسعاف أية حالات طبية حرجة بين الحجاج لا قدر الله 6 طائرات.. بجانب الكثير من الخدمات الصحية والأمنية، وخدمات المياه والكهرباء، والإعلام والمواصلات، والاتصالات وتقنية المعلومات، وخدمات البريد والنقل والشحن وغيرها، من الخدمات التي لا تعدّ ولا تحصى.
فكل الشكر والعرفان وعظيم التقدير والامتنان.. لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. والشكر واجب وموصول للشعب السعودي الكريم، الذي ساهم في نجاح موسم الحج بشكل متواصل وباهر.