فوزية رشيد : السعودية تهدد و«اليوتيوب» تستجيب!
{ ردت منصة «يوتيوب» سريعاً على مطالب المملكة العربية السعودية، بشأن حذف إعلانات وصفتها الجهات المعنية في السعودية بأنها تتعارض مع قيم البلاد، حيث أكد متحدث باسم المنصة في الشرق الأوسط أنه «تم إزالة الإعلانات غير الملائمة التي ظهرت على المنصة»!
قبل يوم واحد من تجاوب «يوتيوب» كانت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وهيئة الاتصالات، قد أصدرت بياناً مشتركاً، «الأحد» طالبتا فيه منصة اليوتيوب بإزالة الإعلانات المخالفة، والتي وصفتها (بأنها تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية)، وذلك على خلفية شكاوى استقبلتها من المستخدمين حول إعلانات غير ملائمة! وهدد البيان من أنه في حال استمرار المنصة بث المحتوى المخالف (سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفقاً لنظامي الاتصالات والإعلام المرئي والمسموع)، ولذلك سرعان ما أغلقت المنصة (حساب المعلنين المخالفين) لسياسات المنصة، التي وصفها المتحدث باسمها بـ(الصارمة)!
{ إن الصرامة التي تدعيها منصة «اليوتيوب» من المفترض أن تكون مستندة على (رقابة سابقة) ما دام يعنيها، كما يقول المتحدث باسمها، (حماية المجتمع) في السعودية والعالم!
وقال إن شركة «غوغل» حذفت العام الماضي أكثر من (286 مليون) إعلان عالمياً عبر منصاتها! بسبب ترويج محتوى للبالغين غير ملائم لسياساتها، و(125,6 مليون) إعلان آخر للمحتوى غير اللائق!
وفي الواقع فإن ما فعلته السعودية مثال يجب أن يحتذى على المستوى العربي، وأن يكون هناك (توجه عربي عام) من خلال وزارات الإعلام والاتصالات وغيرها، لمتابعة ما تتعرض له الأجيال العربية، من (غزو إعلاني) لا يمكن حصرها لكثرتها، وجميعها غير ملائمة لا للقيم الإسلامية ولا للقيم المجتمعية العامة! وهذا يعني أن التحرك إن كان عربياً، فإن المسألة لا تقتصر على منصة «اليوتيوب» وحدها، وإنما للعديد من المنصات الأخرى كالفيس بوك والانستجرام وغيرهما، وهي تمتلئ بإعلانات ومواد دعائية بأشكال أخرى، تقتحم هواتف المستخدمين رغماً عن إرادتهم، وتضغط عليهم عبر الاستمرار لفتحها ثم الوقوع في فخ الرذائل والقيم الشيطانية والابتذال، والدعاية للمخدرات والعلاقات الشاذة وغيرها!
{ إن الفضاء الإعلامي المفتوح لكل من هبّ ودبّ، يوجب على الدول المعارضة لما يتم بثه أن تتوحد، وتضغط لإرساء قوانين صارمة في (نظام الاتصالات والإعلام المرئي والمسموع، والسوشيال ميديا) لما أصبح لها من خطورة واضحة واتجاهات مدروسة وممنهجة لغسل العقول وحرب الأفكار وتغيير القيم الإسلامية والفطرية للإنسان! والدعاية القسرية للشواذ والمتحولين وغيرهم والترويج لهم، باعتبارهم معيار التطور وما عداهم فهو في خانة التخلف! ولقد سبق أن كتبنا العديد من المقالات لإبراز مخاطر الظواهر الانحلالية والفوضى الأخلاقية، التي يتم تكريسها إعلامياً وإعلانياً ودرامياً إلى جانب الترويج للإلحاد، والتشكيك في القيم الدينية والمجتمعية، وبما يستدعي عناية خاصة على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي لمواجهتها، والضغط القانوني ضدها!
فهل ستأخذ دولنا بهذا المنهج في المعالجة والمواجهة الصارمة؟! سؤال أعدنا طرحه مرات كثيرة!