موسى أفشار: العالم ليس آمنا مع بقاء نظام الملالي
كثيرة التصريحات والمواقف السياسية، الدولية والاقليمية، التي تحذر من شر وعدوانية نظام الملالي وتدعو للتصدي له، والملفت للنظر إن هذه التحذيرات لا تشمل جانبا محددا، بل إنها تشمل مختلف الاصعدة، ذلك لأن بقاء هذا النظام مرهون بإثارة الفوضى وعدم الاستقرار واثارة المشكلات هنا وهناك.
النهج السياسي ـ الفكري الفريد والغريب من نوعه، والطارئ على هذا العصر لنظام الملالي، لا يمكن أن نجد مثيلا له إلا في العصور الوسطى، عندما يريد نظام مبني على هكذا نهج شاذ أن يفرض أفكاره وقيمه على العالم، فإنه بمثابة سعي من أجل إعادة عقارب الزمن الى الوراء، وهذا هو التناقض الشديد القائم بين هذا النظام وبين بلدان العالم.
المجتمع الدولي عموما، والبلدان الغربية خصوصا، ومن خلال اتباع سياسة تسعى الى احتواء نظام الملالي، لا سيما بعد أن اتبعت البلدان الغربية سياسة مماشاة ومداهنة هذا النظام، وذلك على أمل إرضائه أو قيام طرف فيه بتغيير في النهج المتشدد، وجعله أكثر اعتدالا، متناسيين أن هذا النظــــــــام لايمكن إعادة تأهيله، ولا يمكن أبدا الاعتماد على عملية تغييره من داخله، إذ أن الاختلاف الموجود بين كل أجنحته هو إنها تتسابق من أجل المحافظة عليه، وضمان بقائه واستمراره.
المقاومة الايرانية وقوتها الطليعية الاولى “منظمة مجاهدي خلق”، أدركت ومنذ البداية بأن هذا النظام ببنائه الفكري القروسطائي، هو نظام معاد للإنسانية، ولايمكن أن يتلاءم أو يتعايش معها، وقد أثبتت ذلك من خلال ما يجري في إيران نفسها، حيث إن الشعب يجد هذا النظام، بتركيبته الفكرية المتخلفة الرافضة للتقدم والتطور، غريبا وطارئا عليه، وإن استمرار الاحتجاجات الشعبية واندلاع أكثر من اربع انتفاضات عارمة، أثبت حقيقة أن هذا النظام غير قابل للتعايش معه، ولا يمكن أن يقبل أي تغيير في نهجه المتطرف.
طوال 43 عاما، اي منذ مصادرة الثورة الايرانية وسرقتها من أصحابها الاصليين، وفي ضوء ما فعله هذا النظام من أعمال ونشاطات مشبوهة تثير أنواع المشكلات، وتسعى من أجل زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، فقد صار مسلما به إن العالم ليس آمنا مع بقاء نظام الملالي.
التجارب الفاشلة التي خاضها المجتمع الدولي من حيث التواصل مع هذا النظام والسعي من خلال إجراء المحادثات معه التقليل من شروره ومن عدوانيته، فقد جاء الوقت الذي يجب عليه أن يعيد النظر في تعامله مع هذا النظام الذي يمكن اعتباره بؤرة شر وكوارث ومصائب للعالم كله، ولا حل له إلا بالتغيير الجذري، وهكذا تغيير لا يمكن أن يتم إلا من خلال دعم وتأييد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.