رأي في الحدث

أحمد الجارالله : لبنانية حرَّة لنصرالله: هل كلَّفك الله تجويعنا؟

مسيلمة وسجاح هما أشهر الكذابين في التاريخ العربي، وكلاهما ادّعيا النبوة، بل وصلت الصفاقة بالأول أن تجرّأ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله: إن الله جعله ومحمد رسولان يتناصفان النبوة، وهو كما في كل عصر حين يؤيد بعض العامة البسطاء أفّاكاً يزعم أنه سيقدم لهم الخير، وجد بين بنيّ قومه مَن يؤيده، كما لاقت نبوته الكاذبة من يشاركه فيها، وهي سجاح بنت الحارث، التي كانت تشتهر بتركيب العطور، والسجع في القول، وحين التقيا تزوجها، وفي صباح اليوم التالي بعد الزواج أسقط صلاتين عن المؤمنين به، هما الفجر والعشاء.
وتماماً كما فرح المغرر بهم بما أسماه مسيلمة مهر سجاح، أي إسقاط الصلاة، وجد المأفون حسن نصرالله من يصدق مزاعمه بجعله الإرهاب الذي يمارسه مقاومة، والقتلى الذين تسبب بموتهم شهداء، ولأن الغرور يعمي القلوب، فقد تجرأ هذا على الله ورسوله، بزعمه أنه مكلف من الله بما يفعله.
منذ البدء قلناها، ونكررها اليوم، إن في كل عصر مسيلمة كذاب، وسجاح أيضا، تعضده بالكذب البواح، لكن المدعو حسن نصرالله فاق الجميع في الكذب، بعدما أتى بتلك الفرية التي تخرجه من الدين، لأنه اعتدى على الله سبحانه وتعالى، وخالف القرآن الكريم، بقوله هذا.
حين يزعم هذا الإرهابي المتمرس أنه مكلف من المولى عز وجل الإرهاب والتدمير وسفك دماء الأبرياء، فهو لا يفتري على رب العزة فقط، إنما على الإنسانية جمعاء، لأنه وضع نفسه بموضع المنفذ لأمر الله، فيحلل ويحرم كيف شاء، مبررا بذلك إرهابه، وتدميره البشر والحجر، في لبنان وسورية والعراق واليمن، بل في كل مكان من العالم وصل اليه إرهابه.
لقد ظهر هذا الصعلوك على حقيقته كذاباً أشرا، عميلا صغيرا يهلوس بالإفك الذي تتلمذ عليه على أيدي مشغليه في طهران الذين يردون ممارساتهم الإرهابية إلى أنها بأمر من المولى، البريء منهم، بل إن هؤلاء تعدوا، كما هذا المغرور الصغير، حتى على قيم الإسلام وتعاليمه، وخالفوا قول الله عز وجل مخاطباً رسوله الكريم في محكم التنزيل: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.
لكن كيف للعنصريين الذين لا يزالون يعيشون على أمجاد ماضي إمبراطورية فارس ويرطنون بلغتها، فهم ما جاء في الكتاب العزيز: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، فهل يفقه مثل هؤلاء، ومن أرسلوهم لإثارة النعرات بين المسلمين وشتم أصحاب الرسول فهم معنى “عربيا”؟، لكن صدق الله سبحانه وتعالى حين قال في الآية نفسها: “لعلكم تعقلون”، فهل للمجنون والسفيه المأفون أن يعقل؟!
حسناً فعلت تلك المرأة اللبنانية الحرة التي هي من البيئة نفسها التي يتغنى بها نصرالله حين خاطبته قائلة: “نعم سأرفع صوتي، ولن أسكت، نحن جوعى نعيش بلا خبز، ولا كهرباء وماء، فهل كلفك الله أيضا بتجويعنا”؟
كثر في التاريخ زعموا النبوة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقيل في كتب التاريخ إن عددهم وصل إلى أكثر من ألفي شخص، لكن لا أحد من هؤلاء فاق بالإفك والتدليس والافتراء على الله حسن نصرالله الذي نصّب نفسه نصف إله، بل أكثر من ذلك، مستعيداً إرث الخزعبلات الصفوية التي قامت على القتل والسحل وفقء العيون.
المراقب لحركات هذا الشخص في تلك الخطبة التي تعدى فيها على الله ورسوله، يرى يدين ترتعشان، ووجهاً أصفر كالحاً، وشخصاً مرعوباً، وهذه من علامات نهايته، وقد جاء في الحديث الشريف الذي نقله أبوموسى الأشعري عن الرسول: “إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ”، ثُمَّ قَرَأَ قول الله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِي ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ  أَلِيمٌ شَديدٌ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى