سمير داود حنوش: حين التقى المتعوس مع خايب الرَجا.. التفاح اللبناني مقابل الفيول العراقي
لبنان لم يجد من يستنجد به وينتشله من محنته من بين كل الدول المحيطة به وغيرها من الدول سوى خايب الرَجا العراق ذلك البلد المُتعثر في كل شيء.
لا أعتقد أن لبنان كان يستهزئ بشقيقه العراق حين دعاه إلى شراء التفاح اللبناني مقابل حصول الأخير على الفيول العراقي لتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية.
المثل المصري الشعبي الذي جمع المتعوس بخايب الرَجا، وكلٌ يُمنّي نفسه بأن الآخر سيُخرجه من ورطته ربما لتشابه الأحداث ووحدة السيناريو السياسي الذي جمع هذين البلدين في نظام سياسي فاشل بوجهين لعملة واحدة وهو تبعيّة السلطة الحاكمة ومنظومتها للخارج وانعدام السيادة وانفلات السلاح والفوضى السياسية.
لم يجد لبنان غير العراق من بين كل الدول العربية الشقيقة وغير الشقيقة لحل مشاكله، وكأن مشاكل العراق غابتْ عن أنظار المسؤولين اللبنانيين في أزمته الخانقة للطاقة ووقوف العراقيين في طوابير طويلة يقضون لياليهم حتى الصباح للحصول على كميات من الوقود تكفي لتشغيل مَركباتهم أو محطات الكهرباء التي تستجدي الغاز من الجارة إيران وبأسعار مُضاعفة من أجل تشغيل أجزاء من تلك المحطات، وفي أحيان كثيرة تتمنّع عليه الجارة بأعذار وحُجج بقطع هذا الغاز والتسبب بانقطاعات مُزمنة للكهرباء في بيوت العراقيين في هذا اللهيب المستعر الذي تتجاوز درجة حرارته أكثر من 50 درجة مئوية.
الشقيق لبنان لم يسأل نفسه لماذا مازال العراق يستورد البنزين من دول قريبة وبعيدة لتوفير احتياجاته من الوقود للاستهلاك المحلي وهو الذي يُعتبر من أكبر مُصدري النفط الخام إلى دول العالم.
اتفاقية ربما ستجمع بين المتعوس الذي يرغب بتصدير تفاحه بخايب الرَجا الذي لا زال يتخبّط في فوضى سياسية واقتصادية مثل طفل فاقد الأهلية، ما أن يرث ثروة طائلة حتى تتكالب عليه كل نطيحة ومترديّة من أجل إعلان وصايتها عليه.
لكن المشكلة التي ستواجه التفاح اللبناني وهو يدخل الأراضي العراقية أن السلطة في الأخير أعلنت وعلى لسان وزير المالية العراقي أن المواطن ليس شرطاً عليه أن يأكل التفاح يومياً، بمعنى أنه من البَطر أن يتمكن العراقي من الاستحواذ أو الحصول على تفاحة يومياً، حسب ادعاء هذا الوزير، لأنه يدخل من باب الترف الذي لا ترتضيه السلطة لشعبها. فكيف سيكون مصير أطنان التفاح التي ستدخل العراق؟ وأين سينتهي بها الحال؟
لم يحاول لبنان أن يستنجد بمن يُساعده لانتشاله من محنته من كل الدول المحيطة به وغيرها من الدول، غير خايب الرَجا العراق ذلك البلد المُتعثر في كل شيء. وربما ينطبق على هذين البلدين المثل العربي “وافق شَنٌ طبقة”. فلا زال العراق وشقيقه لبنان يَكفل كُل منهما الآخر في تبنّي السياسات الخاطئة وإيجاد تلك المنظومات الفاشلة التي تحكم البلدين وتشابهها أو تطابقها في أداء كُتِبَ له عنوان “مزيداً إلى الهاوية” أو حتى إلى الحضيض.
لكن، هل يكون التفاح اللبناني بديلاً للفيول أو الوقود العراقي هو الحلّ في الخروج من الأزمات التي يعاني منها البلدان؟ لا أُريد الإجابة على هذا السؤال لأني مُتأكد من أن جوابه يعرفه الجميع. وقبل كل ذلك جواب مفروغ منه في قلب كل مواطن عراقي ولبناني على حدٍ سَواء.