رأي في الحدث

حمد سالم المري : صدق من قال “ليس كرهاً بالتطبيع لكن بغضاً بالمطبع”

كلما انتقدت “حماس” هاجمني “الإخوان المفلسون”، زاعمين أني ضد الإسلام، وأني موالٍ لليهود، وصفوني بأقبح الأوصاف، وكأن الإسلام مربوط فقط في “حماس”، وأنها ليست حزبا سياسيا يستخدم الدين مطية يمتطيه لتحقيق أهدافه.
فرغم أن “حماس”، ومعها “الجهاد” ومنظمة “فتح”، وقفت مع الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، وسيرت التظاهرات المؤيدة للمقبور صدام حسين.
ورغم أنها موالية لإيران المعروفة بعدائها الشديد للعرب السنة، وتدخلها في شؤون دول المنطقة بذريعة تصدير الثورة الخمينية، والدفاع عن الشيعة.
ورغم ما فعلته من تدمير وتقتيل وتهجير في العراق، وسورية، و مسؤوليتها عن الانهيار الاقتصادي في لبنان بسبب سيطرتها على مفاصل الدولة من خلال “حزب الله” ذراعها العسكرية هناك، إلا أن “الإخوان المفلسين” عندنا في الكويت لا زالوا يدافعون عنها، ويجمعون التبرعات لها تحت ذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس.
بعدما وافقت المملكة العربية السعودية على مرور الطائرات الإسرائيلية فوق أجوائها، اصدرت “حماس” بيانا شنت فيه هجوما لاذعا على المملكة، واصفة هذا الأمر بأنه خطوة لمكافأة الاحتلال، وأنها تجدد رفضها لكل أشكال التطبيع، والتواصل مع عدو الأمة.
لكنها في الوقت نفسه، ترى إعادة تركيا علاقتها الديبلوماسية كاملة مع إسرائيل خطوة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني المجاهد، وأنه لا يجب استغلال الدول الأخرى لقرار تركيا تشريع التطبيع مع دولة الكيان الإسرائيلي، حيث أن الحركة ترى أن الظروف والمسوغات تختلف تماما!
نحن نسأل: ما هي الظروف والمسوغات التي جعلت الحركة ترفض قرار المملكة، رغم أن ذلك شأن داخلي ليس لها دخل فيه، وتأييدها لتركيا؟
الجواب بكل بساطة، هو الحقد الدفين على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، فجميع الفصائل الفلسطينية لم تتفق حتى اليوم في ما بينها لإدارة شؤون الشعب الفلسطيني، لكنها اتفقت على معارضتها للخطوة السعودية، وفي الوقت نفسه أيدت الخطوة التركية، فهل هناك دليل أوضح من ذلك على أن كره “حماس”، ومعها بقية الفصائل ليس للتطبيع، لكنه للمطبع؟
وأخيرا نقول لـ”حماس”، أننا ندينك ببيانك، فأنت تعترفين بدولة إسرائيل بقولك “دولة الكيان الإسرائيلي”، وتتواصلين معها سياسيا سواء في السر، أو من خلال وسطاء، وهذا دليل على تطبيعك مع إسرائيل، فكيف تريدين من الدول العربية الأخرى عدم التطبيع معها؟
فالقضية الفلسطينية ما هي إلا شماعة تستخدمها الفصائل، وفي مقدمها “حماس”، ومن ورائها حزب “الإخوان المفلسين” لجمع الأموال وتحقيق المصالح الخاصة، والدليل أن قادة هذه الفصائل يعيشون في ترف، وأبناؤهم يدرسون في أرقى الجامعات العالمية، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من وطأة الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى