رأي في الحدث

حسن علي كرم : عبدالجبار العبيدي… أنت كذاب

ينقسم شيوخ الكويت، واعني الاسرة الحاكمة ليس شيوخ الدين، الى شيوخ داخل السلطة وشيوخ خارج السلطة، والذين خارج السلطة ربما قد تراهم اقرب الى مواطنين عاديين، بل ربما قد ترى عسكريا ضابط شرطة من ابناء الاسرة، يقف في الشارع ينظم السير، وهذا ليس انتقاصا من شخصه، بل اداء للواجب.
لذلك اي قول يمس الاسرة الحاكمة ينبغي تحديد قائله او فاعله، حتى لا تُزج كل اسرة الحكم في امور لا شأن لها به من قريب او بعيد.
اقول هذا ليس دفاعاً او نفاقاً، انما حقيقة نراها ونلمسها، ولذلك اي تقول او زعم او فرية تمس اسرة الحكم، او فروعها من دون دليل لا يعد الا كذبا و افتراء وسعيا لخلق فتنة او لتحقيق هدف خبيث.
العراقي عبدالجبار العبيدي، الذي زعم انه من الزبير، وهي المدينة العراقية الاقرب الى الكويت، وغالبية سكانها منذ القدم نزحوا الى الكويت واستوطنوا فيها، وباتوا مواطنين اصيلين، لهم كبقية الكويتيين حقوق وعليهم واجبات.
عبدالجبار هذا صدامي عشقاً وهوى، لا يزال يزعم، ربما ليس بلسانه، لكن بعقله وقلبه ان “الكويت عراقية”، بزعم انه وطني عراقي يدافع عن العراق “العظيم”، وهي لغة صدام وايتامه والبعثيين الذين لا يزالون يحلمون بعودتهم لحكم العراق.
عبدالجبار هذا كان في مرحلة ما يشغل منصب وزير للنقل، وهي غلطة من غلطات الزمن ان يولى انسان لا تتوافر فيه شروط القيادة والحنكة مسؤوليات تسبب للدولة وجيرانها مشكلات هي في غنى عنها.
فالعراق بعد النظام البعثي الديكتاتوري اكثر ما يحتاج اليه هو تحسين علاقاته مع الجيران التي افسدها المقبور صدام بحروبه، وغزواته، ونزقه وغروره، فكانت النهاية الحتمية له وللعراق الذي لا يزال يدفع ضريبة ذلك النزق، وربما قد تطول معاناته اذا لم يدرك الاخوة العراقيون ان اعمار وطنهم بعد الخراب اولى من الخلافات السياسية والصراع على كرسي زائل، او منصب لا يزيد المرء شرفاً او علواً.
عبدالجبار هذا ظهر في فيديو نشر على “يوتيوب”، وقال كلاماً مضحكاً لا يصدقه حتى من لا عقل له.
يزعم هذا انه دعي الى زيارة دبي لمشروع تجاري، والاجتماع الذي جمعه على دعوة عشاء مع مجموعة المعنيين، وبينهم شيخ كويتي من الاسرة الحاكمة، وكان المشروع تأسيس شركة طيران يتولى هو (اي العبيدي) منصب رئيس مجلس ادارتها برأسمال يناهز500 مليون دولار.
اضاف ان الشيخ الكويتي بادره بـ”ان هذه الشركة هدية لك، على ان تسكت عن ميناء مبارك ولا تعيد الحديث عنه”، ويقول:” هنا رفضتُ العرض، والموضوع وطني”.
لنفترض ان مزاعمه صحيحة، فمن هو الشيخ الكويتي “ابو البشت” الزري يُخرج من جيبه 500 مليون دولار “كاش”، او شيك، او تحويلا، ويقدمه لعبقري زمانه مقابل سكوته عن ميناء مبارك الكويتي، ومن اين جاء بهذا المبلغ الضخم حتى يهديه، بدم بارد لشخص خارج السلطة.
ولماذا، اذا كانت مزاعمه لا غبار عليها، لم يذكر اسم الشيخ، فالشيوخ كما قلنا اما شيوخ في السلطة او خارجها، وللعلم لا يخفى شيء في الكويت؟
نسأل ايضا: من انت حتى يشتروا سكوتك بهذا المبلغ الضخم الذي يجعلك تعيش مدى حياتك ملكاً؟
اقول لو انت صادق فاذكر اسم الشيخ حتى تتم محاسبته على تبديد اموال الكويت على شخص لا صفة له ونكرة، ثم انت هددت بتفجير ميناء مبارك بواسطة ارهابيين بقولك”يمكن اللي رشيتوهم يفجرونه”؟
اقول للمدعو العبيدي او لغيره ممن لا يزالون يعيشون في احلامهم: ان ما كان بالامس قد ولى، وما هو اليوم لن تطوله لا انت ولا من هم على شاكلتك، لذا اغلقوا على احلامكم الفاسدة، فالزمن ليس زمنكم، كما ان البعثيين لن يعودوا، والعراقيون بجميع اطيافهم ومللهم سوف يرفضونكم، بل يسحقونكم، اما “ميناء مبارك”، فاصدقك القول لا خبر ولا علم لي عنه، هل هو يحتضر ام مات ودفن، ام لا يزال طريح الفراش ويتنفس عبر جهاز الاوكسجين، فكل ما اعرفه ان ميناء مبارك ولد مجهول الابوين، وكل يوم يرمى على وزير في حكومات الكويت المتعددة وذات الاجال القصيرة، لذلك فانت تتحدث عن مجهول، بقي ان اسألك: ماذا عن ميناء الفاو العظيم، فما نعرفه ان الشركة التي تعاقدت على انشائه انسحبت من المشروع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى