محميد المحميد : السعودية.. يوم التوحيد برؤية شاملة
اليوم الجمعة الموافق 23 سبتمبر تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتحتفل مملكة البحرين، ويحتفل العالم بأسره، باليوم الوطني السعودي الـ(92).. تقديرا واعتزازا بالدور السعودي الدولي، والحضور الإنساني.. بين تاريخ عريق.. وحاضر متطور يسابق الزمن.. ورؤية مستقبلية واعدة بدأت تنبئ بتطور جديد غير مسبوق.
من فضل الله تعالى على مملكة البحرين، أن جعل بلادنا ملاصقة جغرافيا للمملكة العربية السعودية، وهذه ميزة كبيرة نشعر بها، ويغبطنا عليها الجميع.. كما أن العلاقات الخاصة المتميزة، والوثيقة والوطيدة، بين العائلتين الملكيتين «آل خليفة وآل سعود الكرام» ركيزة أساسية وراسخة لعمق العلاقات الثنائية، التاريخية والمستمرة، بجانب العلاقات المشتركة على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي.
وحينما نقول «إن كل بحريني سعودي، وكل سعودي بحريني».. فإننا نعني هذه العبارة بشكل واقعي ملموس، فكل بيت بحريني إن لم تكن له مصاهرة مع بيت سعودي، فلديه معارف وأصدقاء وزملاء في السعودية.. وكل صاحب هاتف، أو حساب بحريني، وموقع إلكتروني، يقوم بمتابعة الأخبار السعودية.. ولا يخلو أي بيت بحريني من «ريحة السعودية».. أبسطها «صورة الكعبة المشرفة والمدينة المنورة» على سجادة الصلاة.
علاقة مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية هي علاقة ممتدة عبر الزمن، تشمل جميع الأصعدة، ونستطيع أن نشبهها بأنها علاقة الروح بالروح، فنحن نتحدث عن وطن واحد، وقيادة واحدة، وشعب واحد.. يعتبر كل منهما الآخر جزءا منه، لذلك فإننا حينما نحتفل ونحتفي باليوم الوطني السعودي الـ 92، فإننا نعبر عن صدق المشاعر والمكانة الرفيعة في مكنون الفؤاد، التي يحملها المواطن البحريني للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
علاقة مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية هي علاقة استراتيجية عميقة، وصفها بدقة جلالة الملك المعظم حينما قال: «عندما نتوجه إلى المملكة العربية السعودية، فإننا ننتقل إلى عمق الوطن الخليجي والعربي، باعتبارها عمقنا الاستراتيجي وبيت العرب الكبير، ومهبط الوحي، وقبلة الإسلام والمسلمين».
أصول العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ترجع إلى الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م) ثم الدولة السعودية الثانية (1840- 1891م)، وصولاً إلى أول لقاء جمع الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بالشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وتواصلت اللقاءات والاجتماعات، والزيارات والتعاون في مختلف المجالات، وازدادت قوة ومتانة وتطورا، بفضل حكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله ورعاهما، وبجهود ومتابعة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله، ورئاستهما لمجلس التنسيق السعودي البحريني.
المملكة العربية السعودية هي بلد التوحيد والإسلام، باعتباره نهج وثقافة راسخة، ولذلك فإن الاحتفاء بتوحيد المملكة العربية السعودية كأرض ومكان، يأتي في سياق دولة وقيادة وشعب، تعي جيدا مفهوم ((التوحيد)).. لذلك فإن اليوم الوطني السعودي فرصة سانحة لاستذكار بطولات وتضحيات وتاريخ المؤسس الراحل «الملك عبد العزيز آل سعود» والرجال المخلصين، وكيف أن رسالة التوحيد للمكان، هي واجب للتوحيد الدائم المتواصل بين المواطنين عبر الزمان.. لذلك فإن توحيد الوطن هو توحيد الشعب مع القيادة.. توحيد لمواصلة العمل المرتكز على تاريخ عريق وحاضر مزدهر.. توحيد نحو تحقيق رؤية وأحلام المستقبل.
وهذه رسالة مهمة جدا، من خلال الحفاظ على الأمن والاستقرار، وفي حماية الوطن ومقدراته، وفي تعظيم المكتسبات والمنجزات، ومواصلة العمل والنماء، من أجل المستقبل الجميل الذي بدأت تبزغ إشعاعاته الرائعة في السعودية.
والجميل والعظيم معا في السعودية.. أنها بلد الخير والعطاء.. وتحققت فيها دعوة سيدنا إبراهيم.. وأصبح خيرها وتقدمها وتطورها في داخلها وخارجها، ينتقل إلى دول المنطقة والعالم بلا استثناء.. وكل عام والمملكة العربية السعودية الشقيقة بألف خير ونماء وتطور.