رأي في الحدث

د.فاطمة يوسف العلي : رياض الفكر…في الرياض

 الانبهار والدهشة ترافق الداخل إلى الرياض حيث لا تجد الأجنبي أو غير السعودي في أي مواقع العمل، ابتداء من اجراءات المطار حتى خدمات الفندق، وكل القيمين على معرض الرياض للكتاب سعوديون، شباب وشابات، يؤدون مهماتهم على أكمل وجه، تلازمك الدهشة والإعجاب اينما حللت.
دعوتي لمعرض الرياض أسعدتني كثيراً، وأبهرتني في كل المرافق، فالابتكار والتجديد هو الانطباع الأول في ندوات المعرض، الابتكار في مضامين الندوات والتجديد فيها.
هذا الابتكار يلزمك بمواصلة الندوات حتى آخرها، إضافة الى المنظمين والمشاركين ما عدا ضيوف المعرض كلهم من السعودية.
ندوات زاخرة تزيد على السبعين ندوة ثقافية وورش عمل، وأمسيات شعرية، وحديث الكتاب، وعروض الطهي، وعروض مسرحية، وحفلات موسيقية، وفعاليات للطفل، و”برنامج تونس” ضيف شرف المعرض، إضافة للمشاركين من الخارج، ضيوف مبدعين عرب وأجانب، ندوات متقنه وتقدم بأسلوب شيق كـ”تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2021/ الثقافة في الفضاء العام” و”تحولات الثقافة المجتمعية حول ريادة الأعمال: قصتنا كفاح ونجاح”، و”تحديات أمن الخليج بين الواقع والمستقبل”، وندوة “توظيف التراث في تسويق المكان”، و”سلسلة عيون الشعر” والندوة العجيبة الجميلة “عولمة الأطباق السعودية: هل يمكن أن يصبح الجريش طبقاً عالمياً”؟
ندوات وأمسيات وحضور يبهرك في هذا المعرض المتقن العدة والعتاد، بكم كبير ومتنوع من دور النشر العربية وغير العربية، ومن الكويت حضور قوي لجناح “دار سعاد الصباح”، وجناح “المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب”، وغيرها.
مساحة شاسعة لدور النشر في المشاركة والدقة في التنظيم والإقبال الكبير على الشراء خصوصا من كبار السن السعوديين، اذ تراهم يجرون عرباتهم المكدسة بالكتب المتنوعة(سياسة وتاريخ وأدب وغيره)، ويعد “معرض الرياض للكتاب” واحدا من أهم معارض الكتب في الوطن العربي، نظرا لحجمه والمشاركين فيه من دور النشر والزائرين وتنوع الكتب، وحجمها لينهل منها الزائر فكرا ومعرفة.
الفارق في الزمن الثقافي والمعرفي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية عما كان من قبل والاختلاف الكبير يسجل للمملكة بالإعجاب والتقدير، في إضافة نوعية للمشهد المعرفي الثقافي العربي.
مئة فعالية تشمل بسخاء ندوات وجلسات حوارية وأمسيات شعرية وورش عمل، وزوار بالعدد الكبير مع كبر حجم المبيعات والإقبال الواسع المستمر لهذا العرس الثقافي ما جعل المملكة العربية السعودية بوابة عالمية لقطاع النشر، وتشجيع التبادل الثقافي وتعزيز الثقافة بالعديد من النوافذ لإثراء المكتبة العربية وغيرها من قطاعات الفنون والتعبير الإنساني.
المتابع للإبداع السعودي حتما ينبهر بعمق التجارب السردية والشعرية وحداثتها، وتزايد عدد المبدعين، رجالاً ونساء، وهذا لا يتأتى إلا بالمزيد من الحرية وبلا وصاية.
لقد كانت أياما ثرية برفقة نجوم الإبداع العربي من السعودية وباقي الوطن العربي والاجانب، وانبهرنا بالإقبال الكبير على معرض الكتاب الذي يعني الاهتمام بالثقافة والمعرفة للسعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى