رأي في الحدث

حمد سالم المري :“الإخوان المفلسون” والدين الجديد

ثبعد ما فشلوا في اشعال نار الفتنة في الدول العربية تحت شعار “الربيع العربي”، وما نتج عنه من تدمير وقتل، ها هم “الإخوان المفلسين” يروجون لدين جديد غير دين محمد (صلى الله عليه وسلم).
خرج علينا أحد كبار منظري “الإخوان” ممن يرى جواز الاعتراض على الله، وأن الحرية مقدمة على الشريعة، يروج لدين جديد من خلال خلط الشريعة الإسلامية بعلوم حياتية ومهارات كلامية، بحجة أن من تعمق في تلقي العلوم الشرعية يصبح من علماء السلاطين.
هذا الكلام يدينه، ويؤكد أن الشريعة الإسلامية تحض على الأمن والاطمئنان، وطاعة ولي الأمر المسلم في غير معصية الله، وليس كما يرى هو وجماعته المفلسة بجواز التظاهرات وإثارة الفتن ضد الحكام المسلمين.
وإلا لماذا يحذر الشباب من التعمق في طلب العلم الشرعي الصحيح وفق السنة المطهرة، لأنه يعلم أن ذلك سيقودهم إلى صحة الأحاديث التي تنص على طاعة ولي الأمر المسلم في غير معصية الله.
منطق هذا المنظر أعوج، لأن الفرد الذي يريد أن يتميز في مجاله، عليه أن يجتهد ويتعمق فيه، وليس فقط يتعلم الأساسيات ويأخذ القشور، وإذا قسنا هذا المنطق على العلوم الحياتية الدنيوية، فلن يكون الفرد مهندسا في مجال معين، إلا إذا درس جميع مواد الهندسة لهذا المجال، وتخرج من الجامعة لكي يصبح مهندسا مبتدئا، ومن ثم يمارس ما تعلمه، ويتابع كل جديد في مجال تخصصه، لكي يصبح مهندسا متمكنا يستشار، ويشار إليه بالبنان. أما إذا درس فقط الأساسيات، ومن ثم خلط ما تعلمه بمهارات كلامية وفن الإلقاء، وتطوير الذات، فإنه يصبح بياع حكي فاشل.
تريد جماعة “الإخوان المفلسين” السيطرة على عقول الشباب العربي المسلم، ولهذا أطلقت مشروعا تحاول من خلاله الترويج لدين جديد تغطيه بغطاء الإسلام، فقد صرح منظرها، أن المشروع يرتكز على تعليم الشباب العلم الشرعي، ومعه الفكر الحر المنفتح، ومهارات نشر الفكر والتأثير، وهذا يذكرنا بنشأة البروتستانت كديانة تعترض على الديانة الكاثوليكية التي كانت تؤمن بها الكنيسة في اوروبا في العصور الوسطى.
هذا المنظر لا يريد مواجهة من يسميهم علماء السلاطين بحجة أنه يوقر العلماء، حتى ولو كانوا علماء سلاطين، والحقيقة غير ذلك فهو لا يحترمهم، ويهاجمهم ويشوه صورهم في لقاءاته وندواته، لكنه يقول ذلك لأنه لا يستطيع مواجهتهم لعلمه أنهم سيتغلبون عليه بالحجج الشرعية المرتكزة على كتاب الله، وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، في الوقت الذي يملك فيه فقط بيع الكلام من خلال الندوات، والدورات التدريبية.
هذا المنظر يريد نشر دين جديد يمزج فيه بعض تعاليم الدين الإسلامي بعلوم حياتية ومهارات كلامية فلسفية، حتى يصبح دينا مشوها تستطيع من خلاله جماعته “الإخوان المفلسين” السيطرة على عقول الشباب وتسيرهم وفق نهجها لتحقيق مصالحها الحزبية. نسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين من منهجها ومشروعها الخبيث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى