رأي في الحدث

محمد يوسف : هذا ليس تحضّراً

التطور والتقدم والتحضّر يعني أن تنطلق إلى الأمام مستعيناً بالعلم والفهم للانتقال بمجتمعك إلى رحاب أوسع ومستقبل أكثر ثباتاً.

التطور ليس «هالوين»، وليس تقليداً أعمى للآخرين، التطور نظرة شاملة لما أنت ووطنك ومجتمعك بحاجة إليه، لما يأخذك إلى الأمام بخطى متأنية ومحسوبة، وليس الإمساك بالقشور والتراجع إلى الوراء لأنك تريد أن يقال عنك «إنك متقدم وصاحب فكر منفتح».

للتقدم مقاييس ليس من ضمنها التشبّه في الملابس واعوجاج اللسان، والمشاركة دون دراية في حفلات ومناسبات لا تعرف أسباب وجودها، فالذين سبقوك أخذوا منك الجيّد الذي ينقلهم خطوة إلى الأمام، وتركوا السيئ الذي يعيدهم إلى الخلف، فلماذا نحن مندفعون نحو الفاسد والمنحرف وما قام على الخرافات؟!

التحضّر يعني المنافسة في التجارة والصناعة والاستثمار طويل المدى، وفتح المجالات للمبتكرين والمبدعين والمتحمّسين لاقتحام مجالات تحقق إضافة للناتج الوطني، حتى ولو كانت ضئيلة بحجمها، ستكون كبيرة لو جمعت مع غيرها، إنه العطاء ومحاولة طبع بصمة في سجل وطن، وليس اتكالاً وتبعية، وفي الوقت ذاته لم يكن التحضّر ترفيهاً يهدر الطاقات، وينتج عنه جيل يعتمد على الآخرين في كل شيء.

التطور والتقدم والتحضّر كلمات قد تحمل في ثناياها رغبة نحو الانطلاق إلى مرحلة تخلّصك من البحث عن احتياجاتك عند الغير، وتجعلك محط أنظار ذلك الغير عندما توفر له ما ينقصه.

ذلك مفهومنا للكلمات الثلاث وما تعنيه، وما يمكن أن تمثله لو أننا أخذناها بحسناتها وليس سيئاتها، ولدينا نماذج نجحت بعد أن تحدّت كل الظروف، فقط لأنها كانت تملك إرادة الانتقال إلى الأمام دون إحداث ضجة أو استعجال.

فما بال بعض الشباب يغطّون وجوههم وأجسادهم بقشور القبح والانحراف؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى