حمد سالم المري: قناة الجزيرة ومظاهرات إيران… لا أسمع لا أرى لا أتكلم
ما يحدث في إيران حاليا من مظاهرات شعبية عارمة هو شبيه بما حدث في بعض الدول العربية فيما كان يسمى بـ “الربيع العربي” التي كانت قناة الجزيرة المحرك الإعلامي المؤجج لهذه المظاهرات، تساعدها حسابات الإخوان المفلسين في قنوات التواصل الاجتماعي، فكانت تصب الزيت على النار حتى تحترق هذه الدول بحجة دعم الحرية للشعوب ورفع الظلم عنهم.
ومع هذا لم نسمع أو نشاهد من هذه القناة تغطية لهذه المظاهرات التي تحدث حاليا في عموم أقاليم إيران بعدما ضاق الشعب الإيراني من قمع نظام الملالي وتبديد أموال الدولة لدعم مليشيات خارجية همها إثارة القلاقل العسكرية والأمنية في دول الخليج العربية.
هذه القناة جيشت جميع إمكاناتها ضد أمن بلادي الكويت في عام 2011 و2012 بعدما اججت المظاهرات فيها من خلال برامجها الحوارية والإخبارية تساندها حسابات الإخوان المفلسين في قنوات التواصل الاجتماعي، بل إن بعض الإعلاميين القطريين دخلوا على خط التأجيج بدعوى حرية الرأي، ولكنهم سكتوا وصمتوا صمت القبور عندما احتج بعض أبناء الشعب القطري على استبعادهم من الانتخابات وتصنيفهم بأنهم ليسوا قطريين من الدرجة الأولى.
وهاهم يصمتون وكأن على رؤوسهم الطير، هم ومعهم هذه القناة وحسابات الإخوان المفلسين اتجاه المظاهرات الشعبية في إيران وكأن أمن إيران خط أحمر، أما أمن الدول العربية فمستباح لهم.
هذه القناة نجدها تنشط نشاطا كبيرا ضد ما يحدث للدول العربية، فقد وقفت ضد المملكة العربية السعودية، وحاولت مرارا وتكرارا تأليب العالم عليها، وتأجيج شعبها عليها، بل انها خلقت الأكاذيب التي زيفت بها الحقائق التاريخية وطالبت بتدويل الحج من خلال برامجها الحوارية التي استضافت فيها كل من هو ضد المملكة، كما فعلت ذلك ضد كل من الإمارات وقطر والبحرين، وقبل ذلك في مصر، إلا أن الله تعالى سلم هذه الدول بتمسك الشعب بحكوماته وتفويت الفرصة على هذه القناة.
قد يقول البعض ان صمت القناة حاليا عن مظاهرات إيران بسبب دواع أمنية كون قطر تستضيف كأس العالم، ولا تريد فعل أي شيء قد يعطي حكومة طهران سببا في تأزيم الأمر وتعريض المنطقة للخطر وتخريب فعاليات كأس العالم، وهذه الحجة واهية لأن القناة دائما تقف صامته اتجاه المظاهرات التي تحدث في إيران منذ سنوات ماضية وليس اتجاه هذه المظاهرات وحدها، وهذا دليل على أن هذه القناة ليست إلا جزءا من ستراتيجية استخباراتية هدفها خلق الأزمات في الدول العربية، وزعزعة أمنها ونسيجها الاجتماعي من خلال إثارة المشاكل بين الشعوب والحكومات، ولهذا ننصح من يتبناها ونقول له ” لا تأمن الحية ولا تأمن الداب السم واحد لا رقى في متونك”، فالمرتزقة لا ولاء لهم، كما ننصحه أيضا بتغيير شعارها من حرية الرأي والرأي الآخر إلى ” إيران …لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم.