رأي في الحدث

بسام القصاص : فنكوش 11 / 11

تذكرت قصة فيلم “واحدة بواحدة” للفنان الكبير عادل إمام، والتي تدور حول “الفنكوش” ذلك المنتج الوهمي الذي تم تسويقه خطأ فصار مطلوبًا، وصار وجوده ضرورياً وإلا سيضيع مستقبل شركة كبيرة بعامليها وموظفيها، فصار “الفنكوش” أي شيء يمكن تسويقه في الهواء، فقط لمجرد أن دعايته قوية ورنانة. تذكرت القصة وأنا أتابع دعوات شراذم الجماعة الإرهابية “الإخوانية” لخروج المصريين يوم 11 نوفمبر الجاري، للاعتراض على الأوضاع الحالية التي تمر بها مصر، من أزمة اقتصادية أدت لارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة التضخم الاقتصادي، وكأن مصر بعيدة عما يحدث في العالم وأنها بلد في كوكب آخر، وأن اقتصادها الذي أعيد بنائه منذ ثماني سنوات فقط يستطيع الصمود أمام آثار ارتفاع الدولار في العالم أجمع.
إن الدعوة لنزول المصريين في 11 نوفمبر الجاري هي “فنكوش الإخوان”، فهم يريدون أن يقولوا: نحن هنا ولانزال نعيش، رغم أنهم “جرذان” جبناء، يخشون أن يقولوا: إننا ميتون، والذي أماتهم هو الشعب المصري نفسه حين كشف كذبهم و”فنكوشهم” الذي تغنوا به يوم توليهم السلطة، فمصر الكبيرة العظيمة لا تقبل ذلاً ومهانة، وهي الكبيرة بشعبها وقائدها الذي بناها من جديد، لتعود مصر الكبيرة، و”قد الدنيا”.
ولكي أعرفك لا بد أن أسمع صوتك لأعرف أنك موجود، وهم يروجون لـ”الفنكوش” لعل المصريين يعرفون أنهم موجودون، وحسنا فعلت الجماعة الإرهايبة “الإخوانية” بدعوتها لخروج المصريبن يوم 11/11، ليعرف الجميع حجمها الحقيقي، بل ليعرف أنصارها في الداخل الذين يتسترون بأفكارهم المسمومة، أن مصر صارت دولة قوية وكبيرة ذات سيادة، لها رئيسها الذي استطاع أن ينجز في ثماني سنوات ما لم يستطع من قبله أن يفعل ربع ما فعله السيسي بمساعدة أبناء مصر المخلصين وخيرة شبابها وجيشها الذي لا يقهره صعب، بل هو الجيش الذي من المستحيل التغلب عليه بدعوة خائبة من شراذم متناثرة حول العالم، فروا من أرض مصر التي لفظتهم، ولاتزال تلفظهم، فالمصريون أخذوا تلك الدعوات من باب “اللامبالاة” تارة و”التسلية” تارة أخرى، فيما كان الفريق الآخر يستحضر روح السخرية المعتادة لمواجهة الدعوات المزعومة.
فنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا وسما بعنوان”عواجيز يناير” كالوا فيه الاتهامات للتنظيم الإرهابي “الإخواني”، رافضين دعواته، والتهكم بأنهم باتوا من “العواجيز”، لمرور نحو 12 عاما على أحداث 2011، والتي شارك فيها بعضهم.
الهدف الأساسي من دعوة 11/11 هو نسخ التجارب التي وقعت في البلاد المختلفة، من خلال مخططات تفشيل الدولة وإشاعة الفوضى، ومعلوم -داخليًا وخارجيًا- مَن المستفيد، ومَن يعمل من أجل ذلك تمويلًا وترويجًا، بكل الطرق والوسائل، فخاب وخسر من يخطط لهدم وطنه وتشريد أهله وإراقة الدماء المعصومة.
إن 11/11 ما هو إلا يوم عادي مثل بقية أيامنا، فلا توجد استجابة للدعوات، بدليل أنه حتى تلك اللحظة لم يتم تحديد ساعة الخروج، إنها “فنكوش إخواني” بجدارة سوف يرد في قلوبهم فيصيبهم بالسكتة القلبية الفورية لتسقط جماعة جاءت بـ “الغلط”، واستمرت بـ “الغلط”، وتوفيت بإرادة المصريين الذين كشفوا زيفها وتزييفها للحقائق، فأرض مصر الحبيبة التي بنت وتُبني وستبني لأبنائها وطناً يفخرون به ويفخر هو بهم كونهم أبناء مصر الشداد الذين صنعوا المعجزة ببناء مصر من جديد بما يليق وتاريخها وقائدها الذي يحلم، وبالفعل يحقق حلمه بالأفعال لا بالأقوال وان تصبح “قد الدنيا” بل هي كل الدنيا، فهي دنيتنا وأملنا وآمالنا وحبنا وعشقنا لمصر الحبيبة فقط ولا أحد غيرها ولا قبلها ولا بعدها.
مصر التي تغنت بها أم كلثوم فقالت:
مصر التي في خاطري وفي فمي….أحبها من كل روحي ودمي”.
إنها مصر يا سادة التي تقف اليوم شامخة بأمجادها التي صنعتها من جديد بفكر جديد، تقف اليوم في وجه مروجي دعوة 11/11 ليس بالقوة البدنية بل بالقوة الإنشائية والحضارية التي أنجزها المصريون وبنوا بلادهم بأيديهم فصاروا يخافون عليها أكثر من أنفسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى