رأي في الحدث

فاتن حمزة : عندما تتحدث… عن الشرف!!

لم يحرك قرار البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان في البحرين ساكناً، ولا يستحق الرد عليه، بل حتى شبهاتهم لا تستحق الرد لأنهم هم أنفسهم أكثر من يعلمون كذبهم ونفاقهم وازدواجية معاييرهم في التعامل مع الآخر.
ولعل تذكيرهم ببعض جرائمهم يغني عن آلاف الكلمات، وسردها جميعاً يحتاج إلى عشرات المجلدات، لكن لا بأس بذكر موجز لدولة استعمارية أوروبية واحدة وفي بلد واحد لتعلم بعدها عن جرائم بقيتهم.. فرنسا والجزائر، حيث مارس الاستعمار الفرنسي أبشع أنواع التنكيل والقتل ضد الجزائريين، وكانت حصيلة ذلك أكثر من 5 ملايين قتيل طيلة قرن وربع، بينما الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ذكرت أن عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي فاق 10 ملايين شخص. وخلال مواجهته ثورات شعبية منذ دخوله البلاد حتى مغادرتها أباد الاستعمار الفرنسي قرى بأكملها فضلاً عن أساليب الصعق الكهربائي واستخدام الآبار المائية سجوناً وإلقاء المعتقلين من المروحيات وفق مؤرخين.
وتحتفظ فرنسا إلى اليوم بـ 18 ألف جمجمة في متحف “الإنسان” بباريس، منها 500 فقط جرى التعرف على هويات أصحابها، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام فرنسية عام 2016م، وكانت أكبر مجزرة ترتكبها فرنسا في يوم واحد يوم خرج مئات الآلاف من الجزائريين في 8 مايو 1945، للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية، ولمطالبة فرنسا بالوفاء بوعدها بمنحهم الاستقلال، لكن قوات الاستعمار استخدمت الرصاص الحي وقتلت 45 ألفاً من المتظاهرين العُزل، في جريمة ضد الإنسانية. وفي 17 أكتوبر 1957 خرج نحو 60 ألف جزائري في فرنسا للتظاهر ضد استعمار بلدهم، وواجهت السلطات الفرنسية المحتجِّين بالرصاص الحي وألقت الكثير منهم في نهر السين، وبلغت الحصيلة 1500 قتيل و800 مفقود، إضافة إلى آلاف المعتقلين، وقد أجرت السلطات الاستعمارية الفرنسية 17 تجربة نووية تحت الصحراء الجزائرية وفوقها بين عامَي 1960 و1966، وتسببت التجارب النووية بمقتل 42 ألف جزائري وإحداث عاهات مستدامة، بسبب الإشعاعات النووية التي لا تزال تلوث المكان حتى اليوم.
ثم تأتي من تسمي نفسها “البرلمان الأوروبي” لتتحدث عن الشرف!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى