رأي في الحدث

محمد يوسف : لا تستحمّوا !

كانوا يقولون لنا: إن استخدام المنظفات مثل الصابون و«الشامبو» من الضروريات، فهي تزيل الميكروبات، وتقتل الجراثيم، وتحافظ على سلامة الجلد، وكانوا ينصحون بالاستحمام يومياً.

ولم تقصر الشركات المنتجة لتلك المنظفات، كانت إعلاناتها علامة ثابتة في التلفزيون، وعلى صفحات الصحف والمجلات الملونة، وتزين تلك الإعلانات بنجمات هوليوود، وملكات جمال العالم، وأشهر من نعرف من ممثلاتنا المشهورات بالجمال والإغراء، ومعهن نجمات بوليوود المتربعات على عرش الجمال والسينما في الهند.

وكانت النصائح تتقاطر علينا، من أشهر الأطباء إلى خبراء التجميل، والدراسات تخرج من معاهدهم ومراكز أبحاثهم العلمية، ونحن نصدق، لأننا نثق بكل شيء يأتينا منهم، فهم أهل العلم والحضارة والقوانين المشددة، وننفذ كل ما يقولون دون تردد !

وفجأة، ولأنهم متورطون في تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتأثرت إمدادات الغاز والنفط المتجهة إليهم، ولم تسد الولايات المتحدة احتياجاتهم بعد توقف الإمدادات الروسية، وحتى يوفروا استهلاك الطاقة، قالوا للناس:

إن «الاستحمام» اليومي غير ضروري، خاصة للذين لا يتعرضون للعرق، ويعملون في بيئة نظيفة، فهؤلاء بإمكانهم غسل بعض المناطق، والآخرون يمكنهم أن يستحموا كل ثلاثة أيام، واستعانوا بأقوال «أطباء الجلدية»، وخبراء كسروا القواعد القديمة، تلك التي كان الكل يعتقد أنها علمية، واختلقوا نظريات جديدة، إحداها تقول: إن الاستحمام اليومي يزيل طبقات وُجدت لحماية الجلد !

تلك بدعة من بدع الغرب، عندما يريد أن يمرر مصلحة عامة، فهو في وضع لا يحسد عليه، وخفض استهلاك المياه سيقلل من استهلاك الطاقة، ولا تهم صحة الأفراد أو أغلبية المجتمع، مثل تلك الوزيرة، التي دعت العائلات والمجموعات إلى الاستحمام دفعة واحدة لتوفير المياه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى