فوزية رشيد :الأبجدية الأقدم في العالم من الجزيرة العربية!
{ د. عيد اليحيى فيما اكتشفه من آثار، يصحّح هذه المرة حول ما جاء فيما يخصّ (القلم الثمودي) الذي ربطه الآثاريون بقوم ثمود، وقالوا إنه يعود إلى (القرن الثاني عشر) قبل الميلاد، ولكن هذا غير صحيح كما كشفت الآثار!
حسب الكشوفات الجديدة في الجزيرة العربية فإن (القلم الثمودي هي الأبجدية الأقدم على الإطلاق وعمرها أكثر من 9000 سنة) وحضارة اليمن جاءت لاحقا! بل إنها الأبجدية التي انتقلت من الجزيرة العربية حتى دول الحضارات العربية اللاحقة وقارات أخرى كأمريكا والهند، والتي توالت إليها الهجرات من الجزيرة العربية، مع تاريخ انتهاء عصر السافانا، أي 9000 سنة قبل الميلاد!
{ «الأبجدية الثمودية» مرتبطة ارتباطاً وثيقا بحيوانات «السافانا»، مرسومة في أجزاء مختلفة من الجزيرة العربية ومنها (البافلو، غزال الكراند وغزال الإمبالة، والكودو، ورسومات الأسود) وغيرها من الحيوانات المرتبطة بالغابات، والتي لا تعيش إلا في «السافانا» ولا تزال! هذه الرسومات منتشرة بكثرة في (آثار الجزيرة العربية) وفي مناطق مختلفة منها بأكثر من 10000 سنة قبل الميلاد! على المتخصصين اللغويين والآثاريين دراسة (القلم الثمودي أو الأبجدية الثمودية) فهي أقدم أبجدية وأقدم من كل الأبجديات اللاحقة كالكتابة المسمارية والهيروغليفية، لأنها حسب الآثار المكتشفة في الجزيرة العربية، فإن تلك الأبجديات (المسمارية والهيروغليفية) جاءت آثاريا بعد القلم أو الأبجدية الثمودية!
{ «الحروف الثمودية» وخاصة «المسند الشمالي» هي (جذر اللاتينية والحروف الغربية أيضاً وبمسافات زمنية طويلة بينها! وكمثال الصليب المعقوف وحروف اللاتينية منها X وحرف Y وغيرها هي ذات الحرف الثمودي السابق تاريخياً بكثير! رسومات «الإبل» بجميع أنماطها الفنية المتكررة في كل منطقة جاءت بدورها مع الكتابة الثمودية، وهناك كثير من الكشوفات التي توثق (للأبجدية الثمودية) باعتبارها أبجدية (حضارة المقرّ) في الجزيرة العربية قبل 9000 سنة قبل الميلاد!
{ كيف تعلّم أهل الجزيرة العربية الأبجدية؟! ولماذا نجد آلاف النماذج للكتابة الثمودية قبل 9000 سنة قبل الميلاد؟! ولماذا الأخطاء الإملائية تكاد تكون معدومة؟!
كل ذلك يعكس ما حدث بعد ذلك في (زمن التصحر مع قلة الأمطار، حيث اختلفت الرسومات الأثرية والكتابات الأثرية وحتى المواصفات الرقيقة للرسم!
نرى مثلاً في آثار الجزيرة العربية ذات التاريخ السحيق قبل الميلاد، تظهر الرموز التي ظهرت في الحضارات الأخرى لاحقاً مثل الحضارة السومرية والفرعونية والهندية! كمثال (رمز الثعبان الملتّف حول العصى) ظهر في الجزيرة العربية وعلى أرضها مرسوماً بأحجام كبيرة لا يمكن رؤيتها إلا بالأقمار الصناعية! وهناك رموز أخرى كثيرة!
{ الخلاصة: ما الذي جاء بالكتابة (الثمودية الأقدم كأبجدية) إلى الحضارات اللاحقة (للحضارة الجزرية) مثل الحضارة السومرية والفرعونية والهندية، بل ظهرت حتى في قارة أمريكا! وقد ارتحل د. عيد اليحيى إلى أماكن في أمريكا ومنها «كولورادو» ليكتشف آثاراً بالكتابة الثمودية منها!
كل الأدلة تشير إلى أن كل الآثار اللاحقة هي (نابعة من هجرات الجزيرة العربية) وهي منتج المرحلة الصحراوية بعد انقراض «مرحلة السافانا» من 20 إلى 15 ألف سنة قبل الميلاد!
{ وبهذا يقول د. عيد اليحيى: «الآثار والحفريات والكشوفات الأقدم ارتباطاً بالبشرية هي التي تتحدث، وهذا يعيدنا إلى إعادة كتابة التاريخ، وإلى تقديم رؤية جديدة عن الإنسان والاستيطان الحضاري، والدراسات الميدانية الأثرية داخل الجزيرة العربية، لأنها تعطي الإجابات الحقيقية وتحلّ الكثير من الألغاز! ولأنها تراث عظيم يهّم البشرية كلها من دون تحيّز إن أردت البحث عن الحقائق! ومن دون خلفيات مسبقة متعصبّة لتاريخ الحضارات القديمة، التي تقول الآثار إنها تحتاج إلى اكتشاف جديد! وللحديث صلة مع المداخلات المهمة حول ما كشفه د. عيد اليحيى التي لا تزال تحوي الكثير من الحقائق الأثرية المكتشفة، والتي ستوثَّق لاحقًا!