رأي في الحدث

سعود السمكة : الى متى دول الخليج تدفع؟

منذ خمسينيات القرن الماضي ودول الخليج تحمل اعباء المنح والمساعدات، والقروض، والودائع التي من دون فوائد، ومعظمها لا يسدد.
سبعة عقود ودول الخليج تقطع من اكتافها، وقوت شعوبها وتدفعها للدول العربية تحت ذريعة الاشقاء، وهؤلاء الاشقاء لم ينصلح حال دولهم، ولا شعوبهم، وكل هذه الترليونات ذهبت بين جيوب حكامها او رؤساء احزابها، أو صناديق المتنفذين على رأس جيوشها.
أما بلدانها فكانت، وما زالت تئن من الجوع وكآبة بناها، وعوز شعوبها، وقد انكشفت عورات حكامها حين ثارت عليها شعوبها، وفتحت قصورها، ورأوا مليارات اموال المساعدت الخليجية مكدسة في قصورها، في الوقت الذي فيه شعوبها جائعة وبناها تالفة، فلا شوارع ولا مستشفيات ولا كهرباء، ولم تحصل هذه الشعوب على دولار من هذه المساعدات، بل اصبح بعض حكام هذه الدول الشقيقة في مصاف كبار الاثرياء في العالم، أما شعوبهم فتعيش دون خط الفقر، بل بعضهم يموت جوعا!
ويا ليت هذه المساعدات، التي كانت يعتبرها هؤلاء الاشقاء فرض واجب علينا وكأنهم شركاء فيها، بينت في عيونهم، ونفوسهم، وضمائرهم حين جد الجد، وتطلب الموقف منهم أن يقفوا مع اشقائهم دول الخليج حين وقعت جريمة العدوان على احد اشقائهم، بل لم يكتفوا بموقف الحياد، لكن وقفوا موقف المؤيد للعدوان، بل والمساعد له ضد من كان يطعمهم ويسقيهم، ويرأف بحالهم ويعتبرهم اشقاء بالفعل!
للأسف، كانوا يعتبروننا أغبياء، وفلوسنا كما يتندرون بينهم “زي الرز”، وكانوا على يقين أن الكويت سوف يبتلعها العراق الى الابد، ولم يدر في خلدهم أن مواقف الكويت، وشقيقاتها، وعلاقتها مع العالم علاقات متينة وصادقة، وان هذا العالم الذي وقف بكل قواه لتحرير الكويت وحماية شقيقاتها الخليجيات هو ثمرة مواقف دول الخليج الصادقه مع العالم.
اليوم، في هذه الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، على الكويت أن تلحق بشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، وبقية شقيقاتها بالموقف الموحد، ويطبق مثلنا الخليجي”دهنا في مكبتنا”، وبالتالي لم يعد في مقدورنا مد يد القروض والمساعدات لإثراء الغير شخصيا على حساب شعوبنا، ويكفي ما مضى من أموال دخلت الجيوب، ولم ترتق الثوب وتستر العيوب، ولم تسد الجوع والعوز، فشعوبنا اولى بهذه الاموال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى