متابعات

الإمارات تعزز جهود التعايش والتسامح بـ’بيت العائلة الإبراهيمية’

افتتحت الإمارات “بيت العائلة الإبراهيمية” الذي يضم ثلاثة دور عبادة: مسجدا وكنيسة وكنيسا وملتقى للتبادل المعرفي، بينما من المقرر أن يبدأ باستقبال زواره في الأول من شهر مارس/اذار المقبل، بينما يأتي هذا الحدث وهو الأول من نوعه في المنطقة ضمن جهود أبوظبي لتعزيز الحوار بين الأديان.

والإمارات من بين أكثر الدول التي تعمل على تعزيز الحوار بين الأديان ونبذ التطرف والتعصب ضمن مقاربة تشيع التسامح والتعايش السلمي بين الأديان ومقاومة كل أشكال الكراهية على أساس العرق والدين والمذهب.  

والمركز الذي أطلق عليه “بيت العائلة الإبراهيمية” اعتمد حجما متساوية في تقسيمه لدور العبادة الثلاثة التي تشترك في نفس الأبعاد الخارجية، في رمزية للتساوي واستبعاد للتمييز شكلا ومضمونا.

وتعد الإمارات التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، موطنا لجالية يهودية صغيرة ولكنها نشطة وتؤدي عادة الصلاة في أماكن خاصة.

ومع وجود ثلاث دور للعبادة في نفس الموقع، افتُتح “بيت العائلة الإبراهيمية” الخميس في العاصمة الإماراتية أبوظبي وهو الأول من نوعه في الدولة.

وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في دبي محمد خليفة المبارك في بيان الجمعة “سيكون المركز منبرا للتعلم والحوار ونموذجا للتعايش”، مضيفا “الزوار مدعوون للمشاركة في الخدمات الدينية والجولات المصحوبة بمرشدين والاحتفالات وفرص استكشاف الإيمان”.

والكنيس اليهودي الآخر الوحيد في منطقة الخليج العربي يقع في البحرين التي تضم جالية يهودية صغيرة.

وأشادت جمعية الجاليات اليهودية الخليجية بالإمارات لافتتاحها دار عبادة أخرى في المنطقة. وقالت في بيان “نحن متحمسون بشكل خاص لرؤية كنيس يهودي آخر بني في دول مجلس التعاون الخليجي. هناك شيء مميز جدا حول كنيس يهودي يجري بناؤه في دولة مسلمة”.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ووزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك، افتتحا بيت العائلة الإبراهيمية “ليكون منارة جديدة للحوار والمعرفة وصرحا ثقافيا” بأبوظبي.

وقالت اليوم الجمعة “يعكس بيت العائلة الإبراهيمية رؤية دولة الإمارات وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات والتنوع الذي تتسم به الدولة، مكرسا جهوده لتعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة ومستلهما مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019”.

وقال محمد خليفة المبارك رئيس بيت العائلة الإبراهيمية “يأتي تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية ليشكل امتدادا لإرث مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان والقيم التي بنى عليها دولتنا ورؤيته للسلام وقيم التفاهم والاحترام المتبادل في دولة تحتضن اليوم أكثر من 200 جنسية من حول العالم ونأمل أن يكون هذا الصرح مصدر أمل لأجيال المستقبل ومنارة تجمعهم على الخير لأجل عالم متفاهم ومتعايش بسلام”.

ودور العبادة الثلاث هي مسجد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وكنيسة قداسة البابا فرانسيس وكنيس موسى بن ميمون. وتتيح هذه المرافق الثلاثة للزوار فرصة الاستفادة من الخدمات الدينية التي توفرها وممارسة شعائرهم وعباداتهم كما يمكنهم حجز الجولات الإرشادية والمشاركة في الاحتفالات الدينية والاطلاع على المعتقدات الإيمانية والدينية المختلفة.

ودور العبادة الثلاثة متساوية الأحجام والمكانة في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها والتي صممها المهندس المعماري العالمي ديفيد أدجايي لتجسد القواسم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث من خلال أبعادها الخارجية العامة مع استخدام الرموز المعمارية والفردية التي تميز كل نمط معماري لكل ديانة على حدة.

ويأخذ كلا منها شكل مكعب يبلغ عمقه 30 مترا وعرضه 30 مترا وارتفاعه 30 مترا، يتجه المسجد باتجاه مكة، بينما تتجه الكنيسة نحو الشرق، أما الكنيس فيتجه نحو القدس، بينما تعكس الحديقة التي تربط المباني الثلاثة، رمزية الحدائق ودلالاتها الإيمانية التي تحفل بها الديانات الثلاث.

كما يضم ملتقى ومعرضا وحديقة حيث يوفر الملتقى منصة للحوار المفتوح وتبادل المعارف والخبرات والتجارب. كما يدعو المعرض العام إلى التأمل في عبادات ومعتقدات الديانات الإبراهيمية، فيما توفر الحديقة والملتقى منصة للقاءات الحوارية والندوات العامة ومبادرات الشباب حيث سيسهم برنامج الفعاليات في تعزيز تبادل المعرفة والتفاهم المشترك بين الأديان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى