محمد يوسف : ما زالوا يمكرون
تلاعب الإخوان في الفترة الأخيرة ببعض الأشخاص من ضعاف الفهم، أولئك الذين تأخذهم كلمة إلى البحر وكلمة أخرى تلقي بهم في النار!
قد يكونون أصحاب مراكز، وخاصة من يتولون إدارة وسائل إعلامية مرموقة، وهم كانوا مرموقين أيضاً ذات يوم، ولكن عند الشدائد وعندما تكثر الأزمات يظهر معدن الرجال، وقد خاب كثير من الرجال الذين جعلوا إشاعات منصات وحسابات التواصل مصدرهم، وعطلوا عقولهم، وأفرغوا ذاكرتهم، فاندفعوا دون تدقيق وتأكد مما يقرؤون، فكتبوا ما يخدم الإخوان وما هم بإخوان!
ذلك التنظيم الإرهابي لن يسكت عنا، ولن يهدأ له بال، ما دامت هناك ثلاث دول تشكل محور هذه الأمة، وهي الإمارات ومصر والسعودية، وهي نفس الدول التي حولت حلم الإخوان إلى كابوس مرعب، وأعادتهم إلى الشتات كما كانوا طوال عمرهم، وأسقطت أنظمة حكمهم، ولن يرتاحوا أبداً، ولأنهم لم يعودوا قادرين على العبث بالدول من الداخل، بعد أن لفظتهم الشعوب، وتخلى عنهم أغلب الأتباع، بقي معهم سلاح واحد، هو الواقع الافتراضي، حيث يزورون كل شيء، ويصنعون أفلاماً ومشاهد، ويركبون أصواتاً وحركات عليها بفضل التقنيات الحديثة، ويستمرون في اتباع الكذبة بكذبة، وهنا يظهر ضعاف الفهم، عديمو الخبرة والدراية، ويسقطون في فخهم، كما حدث من بعض الصحفيين الكبار، عندما هوت بهم أقلامهم إلى الحضيض، وأصبحوا أضحوكة أمام الناس، فاضطر أحدهم إلى نشر «رد ينفي فيه ما قاله»، والآخر يصر على أنه صوت بلاده، وهو بعيد كل البعد عن فكر بلاده وسياستها.
يفترض فينا جميعاً أن نكون متحصنين ضد أكاذيب وإشاعات الإخوان، فهم يطلبون وهماً، ولن يتحقق لهم هذا الوهم، فالعلاقات بين دولنا قوية وثابتة، يربطها مصير مشترك عمل قادتنا على حمايته ودفعه إلى الأمام، وأي كلام آخر ما هو إلا «تخرصات» يديرها الكارهون في مخابئهم!