واشنطن ترحب بالاتفاق السعودي الإيراني وتشكك بمدى التزام طهران به
رحبت عدة دول عربية وغربية مساء الجمعة باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، بعد انقطاعها منذ 2016 إثر خلافات، مع إبداء واشنطن شكوكا في مدى التزام طهران معتبرة أن النظام الإيراني ليس له كلمة.
وأعلنت السعودية وإيران، الجمعة، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، توجت استضافة العراق وسلطنة عمان بين 2021 و2022 لحوارات مماثلة.
وجاء الاتفاق عقب استضافة بكين في “الفترة من 6 ـ 10 مارس الجاري مباحثات بين وفدي السعودية وإيران”، بحسب بيان مشترك للسعودية وإيران والصين.
وأعلنت كل من سلطنة عمان، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، والأردن والجزائر، والبحرين، ومصر، وقطر، والكويت، وسوريا، والجزائر وفلسطين، والسودان، ولبنان، واليمن، إضافة إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وباكستان، في بيانات منفصلة الترحيب بالخطوة.
وأعربت سلطنة عمان، إحدى بلدان الوساطة بين الرياض وطهران بالاتفاق، عن أملها أن “تساهم تلك الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء”، وفق بيان لوزارة الخارجية.
ورحب العراق، أحد وسطاء تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران بالاتفاق، مؤكدا أنه “سيُعطي دفعة نوعية في تعاون دول المنطقة” واعتبر أنه “صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين”، وفق بيان للخارجية العراقية.
وأعلنت مصر في بيان لوزارة خارجيتها، أنها “تتابع باهتمام هذا الاتفاق”، معربة عن تطلعها لأن “يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي”.
وفي السياق نفسه، أعلن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ترحيب بلاده بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدا أن “الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة”.
وقال قرقاش، في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر”، “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن”.
لم تفوت الخارجية الأردنية المناسبة حيث رحبت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأعربت عن أملها في أن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني بتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأن يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ترحيب بلاده بالاتفاق، وذلك خلال اتصالين هاتفيين مع وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
وأعرب رئيس وزراء قطر، عن الأمل بأن “تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما أكدت الكويت، في بيان للخارجية، “دعم” الاتفاق، آملة أن “يسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ورحبت البحرين في بيان للخارجية، بالاتفاق، آملة أن “يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية”.
وأعربت سوريا في بيان لوزارة خارجيتها عن ترحيبها بالاتفاق مؤكدة أن “هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابيا على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة ولشعوب المنطقة عامة”.
ووصفت الجزائر في بيان للخارجية الاتفاق، بأنه “هام”، متوقعة أنه “سيمكّن البلدين من حل الخلافات مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم”.
ورحبت الحكومة اليمنية بالاتفاق، معربة عن أملها في أن يشكل، “مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها على هذا الاتفاق نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية التي تواجه النظام الإيراني”.
وفي بيان، رحب بالاتفاق أيضا المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة اليمنية، معربا عن أمله أن “يسهم ذلك في توطيد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم”.
وعلى نحو مماثل، رحبت فلسطين أيضا في بيانين للرئاسة والخارجية بالاتفاق، ورأت أنه أن “سيساهم في معالجة القضايا والأزمات العالقة في المنطقة ويعزز المناخ الإيجابي بها”.
كما رحبت حركة “حماس” الفلسطينية بالاتفاق، واصفة إياه بأنه “خطوة مهمة على تعزيز الأمن والتفاهم العربي والإسلامي وتحقيق استقرار المنطقة”، وفق بيان لعضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية.
ورحب السودان، في بيان للخارجية بالاتفاق، مؤكدا أنه “ستنعكس حتما آثاره الإيجابية على مجمل الأوضاع الإقليمية حاضراً ومستقبلاً”.
كما رحبت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان بالاتفاق، مؤكدة أنه “سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة”.
وفي خطاب متلفز الجمعة، وصف أمين عام جماعة “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله، الاتفاق السعودي ـ الإيراني بأنه “تطور مهم”، متابعا “لو سار في مساره الطبيعي من الممكن أن يفتح آفاقا في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان”.
وعلى مستوى المنظمات العربية والإسلامية، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، بالاتفاق السعودي الإيراني، معربة عن أملها أن “تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الاستقرار في المنطقة”.
ورحب مجلس التعاون الخليجي في بيان بالاتفاق، معربا عن أمله أن “يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها”.
كما رحبت رابطة العالم الإسلامي، في بيان بالاتفاق، آملة أن “يُسهِم في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي”.
وقالت الأمانة العامة للمنظمة على تويتر إن المنظمة ترحب بالاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية “بين البلدين الكبيرين”، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، واتفاقية التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.
وعبر الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى المستوى الدولي، رحبت كل من واشنطن وباريس بالاتفاق، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.
وأضاف كيربي أن خارطة الطريق، التي أُعلنت الجمعة، كانت في ما يبدو نتيجة لعدة جولات من المحادثات التي عُقد بعضها في بغداد وسلطنة عُمان، موضحاً أن الولايات المتحدة أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن، وما وصفه بالعدوان الإيراني.
عبر كيربي عن اعتقاد البيت الأبيض بأن الضغط الداخلي والخارجي، الذي تضمن ردعا سعوديا فعالا لهجمات إيران ووكلائها، أتى بإيران في نهاية الأمر إلى طاولة المفاوضات.
وقال “ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات هناك وفي المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية”.
وأضاف كيربي “سوف نرى ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاماً يحترم كلمته عادة”.
وتابع “نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة”، وختم قائلا “لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة… فنحن نرحب به”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر إن باريس تؤيد “أي مبادرة يمكن أن تساهم بشكل ملموس في تهدئة التوترات وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين”.
ومن جانبها، هنأت الخارجية التركية في بيان كلا من السعودية وإيران، على الخطوة التي تم اتخاذها، مشيرة إلى أنها تنسجم مع مسارات الليونة والتطبيع التي تسود منطقة الشرق الأوسط منذ فترة.
كما رحّبت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، بالاتفاق مؤكدة أنه “تطور دبلوماسي مهم بين البلدين سيساهم في إحلال الاستقرار بالمنطقة وخارجها”.
وتضمن البيان الثلاثي تأكيد البلدين على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، على أن يعقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما عام 2001.
ووقع البيان الثلاثي المشترك كل من علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، ووانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وفي يناير 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد .