تقارير غربية: جريمة غزو العراق تلاحق أمريكا وبريطانيا
بمناسبة مرور 20 عاما على جريمة غزو واحتلال العراق تحدثت تقارير غربية عدة عن النتائج الكارثية للغزو وكيف أنها تلاحق أمريكا وبريطانيا حتى اليوم. وأشارت التقارير إلى أن مجرمي الحرب الذين خططوا للغزو ونفذوه لم يتعرضوا لأي محاسبة، بل إنه تم إغراقهم في المال والمناصب. كما ذكرت التقارير أن إيران والطبقة السياسية الشيعية هم أكبر الرابحين من الغزو.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه على الرغم من مرور 20 عاما على حرب العراق فإن الانتهاكات التي شهدتها تلك الحرب والفشل الاستخباراتي يلاحق بريطانيا إلى اليوم.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها بمناسبة مرور عقدين على الغزو الأمريكي للعراق أنها حرب بدأت بجدل شديد، وتلوثت خلالها سمعة استخبارات بريطانيا وقواتها المسلحة على مدار عقود، وحتى بعد فترة طويلة من توقف آخر المعارك بها؛ فقبل إطلاق رصاصة واحدة في العراق من قبل التحالف الذي قادته أمريكا قدمت الاستخبارات البريطانية، بقيادة جهاز MI6، أدلة معيبة بشأن امتلاك صدام حسين المزعوم أسلحة الدمار الشامل، التي تم بالمقابل تبسيطها وتضخيمها من قبل رئيس الوزراء البريطاني في هذا الوقت توني بلير، بما في ذلك مقدمته لملف العراق سيئ السمعة الصادر في سبتمبر 2002، التي لم تكن صحيحة، وثبت أنها لم تكن كذلك بعد انتهاء الغزو.
وخلص السير جون شيلكوت في تحقيقه عام 2016 إلى أن بلير لم يذهب فقط بعيدا للغاية، لكن مجتمع الاستخبارات لم يفعل الكثير لردع داوننج ستريت، وأصبحت الاستخبارات مسيسة، بما عكس اعتقادا راسخا بأنه لا بد أن صدام حسين يخفي شيئا.
وقال دان جارفيس، الذي خدم مع الجيش البريطاني في العراق وهو الآن نائب عن حزب العمال، إن الضرر الذي سببته الحرب لثقة الرأي العام، وبدلا من أن يتلاشى، أصبح أكثر وضوحا مع الوقت.
وذكر موقع »ذا إنترسبت» الأمريكي في تقرير مطول أنه بعد 20 عاما من غزو العراق الذي أطلقوا عليه «تحرير العراق» فإن الرجال والنساء الذين شنوا هذه الحرب الكارثية لم يدفعوا ثمنا خلال العقدين الماضيين، وعلى العكس من ذلك تم إغراقهم بالترقيات والمال. وأورد التقرير قائمة بأسماء المسؤولين والقادة الأمريكيين الذي وقفوا وراء الغزو على رأسهم جورج بوش الذي وصفه بأنه أكبر مجرم حرب. وذكر أن بوش يبتلع كميات ضخمة من المال في دائرة المتحدثين، إذ يتقاضى ما لا يقل عن 100 ألف دولار مقابل ساعة من أقلام الرصاص الخاصة به. وقد أدان مؤخرًا «قرار رجل واحد شن غزوا وحشيا غير مبرر تمامًا على العراق». ثم قال: «أعني، أوكرانيا!» وقد ضحك هو وجمهوره، لأنه عليك الاعتراف بأن هذا مضحك للغاية. هذا على الرغم من أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في الغزو. ومن بين مجرمي الحرب الذين ذكرهم التقرير ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد، وكولن بأول، وكوندليزا رايس.
وذكر تقرير لوكالة فرانس برس أن إيران والطبقة السياسية الشيعية هم أبرز من حقق مكاسب بعد سقوط نظام صدّام حسين منذ عشرين عاما حتى اليوم، إذ تمكّنوا من الإمساك بالمشهد السياسي في البلاد وسط توازن سياسي هشّ ومتقلّب، وذلك بعد أن أسس الاحتلال الأمريكي نظام المحاصصة الطائفية بعد الغزو والاحتلال.
*اخبارالخليج