تقارير

المستقبل السياسي لترامب على المحك

يحبس الأميركيون أنفاسَهم بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة في حال صدقت توقعات الرئيس السابق دونالد ترامب بأنَّه سيتم توقيفه، على خلفية قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز في نيويورك.

فتداعيات هذه القضية قد تحدّد معالمَ المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة اجتماعياً وسياسياً، في ظل تخوفات من اندلاع أعمال عنف بعد دعوة ترامب مناصريه للتظاهر. وتضع هذه القضية المستقبل السياسي للرئيس السابق على المحك، خصوصاً في ظل إصراره على المضي في حملته الانتخابية.

ولا يزال ترامب يتمتَّع بدعم غالبية الجمهوريين، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنَّه يتقدَّم على حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسنتس بـ15 نقطة. كما أنَّه بدأ بجمع التبرعات لحملته بعد إعلانه عن احتمال توقيفه، على منصته «تروث سوشال». وهو يواجه احتمالَ اتهامه بتزوير بيانات أو خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، عبر دفع مبلغ مالي (من خلال محاميه السابق) لـ«ستورمي» في الأسابيع التي سبقت انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

ولا يمنع الدستور الأميركي ترشّح شخص تمت إدانته للرئاسة، بل يضع شروطاً أخرى للترشح، هي أن يكون مولوداً في الولايات المتحدة، ويتخطى 35 من العمر، وأن يكون مقيماً في الولايات المتحدة لفترة 14 عاماً. وكلّها شروط يستوفيها الرئيس السابق.

*قضية ترامب والممثلة الإباحية .. كيف تطورت الأحداث؟

أخذت قضية دفع الرئيس السابق، دونالد ترامب، أموالا لممثلة إباحية من أجل شراء سكوتها منحى قويا منذ يناير الماضي، بعد أن قرر الادعاء العام في منطقة مانهاتن فتح القضية من جديد.

وتستعد نيويورك، الثلاثاء، لاحتمل تصويت لجنة محلفين على توجيه اتهامات لترامب بعد التحقيقات الموسعة التي أجراها المدعي العام للمنطقة، ألفين براغ، بشأن احتمال دفع 130 ألف دولار للممثلة ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، قبل أسبوعين من انتخابات الرئاسة، عام 2016، بهدف منعها من الكشف عن علاقة حميمة جمعتها بترامب.

وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي بدأت فصولها عام 2006..

قالت دانيالز في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” إنها التقت ترامب الذي كان بعمر 60 عاما في مناسبة للغولف في نيويورك، عام 2006، ثم دعاها إلى غرفته في فندق، ومارسا الجنس هناك.

في ذلك الوقت، كان ترامب متزوجا من ميلانيا ترامب، التي كانت قد أنجبت ابنهما بارون قبل أربعة أشهر فقط.

وفي 2018، ظهرت في مقابلة مع مجلة InTouch، وصفت فيها بالتفاصيل علاقتهما الجنسية، وما دار من حوار في غرفة الفندق.

وذكرت المجلة، في ذلك الوقت، أن الضيفة اجتازت اختبارا للكذب للتحقق من أقوالها. وقالت إنه تم تأكيد علاقتها من قبل أحد أصدقائها المقربين، وقد خضع أيضا لاختبار كشف الكذب واجتازه.

وكان ترامب فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة عام 2016.

وفي 27 أكتوبر من ذلك العام، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، أرسل مايكل كوهين، محامي ترامب، مبلغ 130 ألف دولار إلى محامي دانيلز مقابل التزامها الصمت بشأن العلاقة بينهما، وفق شهادة كوهين بعد ذلك.

وتضمن الاتفاق اسمين مزيفين لها ولترامب، وخطابا سريا يكشف عن اسميهما الحقيقيين، وفق المدعي العام السابق في مانهاتن، مارك بوميرانتز.

وفي يناير 2018، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل الأموال التي دفعها ترامب للممثلة قبل الانتخابات الرئاسية، لكن سرعان ما نفى ترامب وجود أي علاقة جنسية معها.

وعلى الفور، رفعت دانيلز دعوى قضائية ضد ترامب، موضحة تفاصيل علاقتهما المزعومة وتسلمها مبلغ 130 ألف دولار من كوهين.

وفي أغسطس 2019، أقر كوهين بالذنب بارتكاب جرائم تتعلق بانتهاك تمويل الحملات الانتخابية، والتهرب الضريبي، والكذب، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.

وأبلغ كوهين المدعين الفيدراليين في مانهاتن أن ترامب سدد له أتعابه الخاصة بالاتفاق، على شكل شيكات شهرية، بقيمة 35 ألف دولار، طوال عام 2017.

وخلال الفترة التي سبقت خسارة ترامب انتخابات عام 2020، فتح المدعون الفيدراليون تحقيقا في انتهاك تمويل الحملات الانتخابية، إلا أنهم لم يوجهوا اتهامات لترامب.

لكن، في حين رفض المدعون الفيدراليون ذلك، قدم مكتب المدعي العام في مانهاتن، بقيادة براغ، في يناير، أدلة إلى هيئة محلفين كبرى على دفع ترامب أموال للممثلة.

وسعى المحققون لمعرفة ما إذا كان ترامب قد زور السجلات التجارية المتعلقة بالدفع، وهي جناية يعاقب عليها بالسجن.

ومنذ ذلك الحين، التقى مكتب الادعاء بعدد كبير من الشهود، من بينهم كوهين، ومستشاري ترامب هوب هيكس، وكيليان كونواي، ودانيالز نفسها.

وتمت دعوة ترامب للإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى، لكنه رفض المثول أمامها.

ووسط إجراءات أمنية مشددة، ينتظر أن تتخذ هيئة المحلفين قرارها بشأن القضية. وقال محامي ترامب إن الرئيس السابق سيسلم نفسه طواعية للسلطات، إذا وجهت إليه لائحة اتهام.

وكان ترامب استبق ذلك بإعلانه عبر منصته “تروث سوشال” أنه يتوقع “توقيفه”، الثلاثاء.

وفي حال اعتُقل أو حتى وُجهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة، ذلك أنه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه، أو غادر البيت الأبيض.

*كم عدد الدعاوى التي واجهها ويواجهها ترامب؟

منذ مغادرته البيت الأبيض، يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سلسلة من الدعاوى القضائية والتحقيقات، قد تحبط آماله في أن يصبح رئيسا مرة جديدة عام 2024.

ووجد تحليل لـUSA TODAY للملفات القانونية في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن المرشح الرئاسي الجمهوري وأعماله يواجهون آلاف الإجراءات القانونية في المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات على مدى العقود الثلاثة الماضية. وهي تتراوح من المناوشات مع رعاة الكازينو إلى الدعاوى العقارية بملايين الدولارات إلى دعاوى التشهير الشخصية.

وخلال الأيام، تصدر خبر إمكانية توجيه لائحة اتهام إلى ترامب في قضية دفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية قبيل انتخابات عام 2016، والتي فاز بها ترامب على المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابق هيلاري كلينتون.

إلا أن هذا ليس بالأمر الجديد، فترامب واجه دعاوى قضائية وتحقيقات طوال حياته المهنية، ثم حياته السياسية، بما في ذلك دعوى قضائية مفاجئة تبلغ قيمة غرامتها 250 مليون دولار، وأقيمت من المدعي العام في نيويورك ليتيتيا جيمس ضد ترامب وثلاثة من أبنائه لقيامهم بمجموعة من الممارسات التجارية الاحتيالية المزعومة. وهذه الدعوة تضاف إلى ما يقدر بنحو 4000 قضية واجهها ترامب في حياته.

وحسب التحليل فإنه على مدى العقود الثلاث الماضية واجه ترامب 4095 دعوى قضائية. من بينها 85 دعوى تتعلق بالعلامات التجارية (branding and trademarks)، 17 دعوى تتعلق بحملته الانتخابية، 1863 دعوى قضائية تتعلق بقضايا الكازينو، 208 قضية تتعلق بنزاعات حول العقود، 130 قضية تشغيل وتوظيف، 63 قضية حو نوادي الغولف، 190 دعوى قضائية حكومية وضريبية، 14 دعوى قضائية إعلامية ودعاوى تشهير، 697 حالة إصابة شخصية، 622 قضية عقارية، و206 قضايا أخرى.

وتشمل هذه الدعاوى الأخرى كل شيء من القضايا المتعلقة بالطلاق من زوجاته السابقات إلى عشرات الدعاوى القضائية من السجناء وغيرهم من المواطنين العاديين. وقد تم رفض العديد من هذه القضايا قبل أن تصل إلى قاعة المحكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى