فوزية رشيد : الزمن السعودي القادم!
{ منذ سنوات وبرؤية 2030 لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ولكأن السعودية في سباق مع الزمن، ومع تحقيق الإنجازات في جميع المجالات الداخلية والخارجية، وإثبات التميز بكافة أوجهه السياسية والاجتماعية والعلمية!
في الأيام الأخيرة فقط تزامنت ثلاثة أحداث كان لكل منها مذاق خاص؛ (الحدث الأول) هو انعقاد القمة العربية في «جدة» والتطلع السعودي إلى قيادة مشروع عربي يُخرج المنطقة العربية من صراعاتها وأزماتها لترتقي نحو التنمية المستدامة والاستقرار والرفاه! (الحدث الثاني) هو حصول طلاب وطالبات سعوديات على 27 جائزة في منصات المعرض الدولي «آيسف» 2023 للعلوم والهندسة في أمريكا، وهي المرة الثانية التي يحصد فيها السعوديون الجوائز الجماعية في مجالات علمية مختلفة على المستوى الدولي، أما (الحدث الثالث) والمهم أيضا هو دخول السعودية للمرة الثانية مجال الفضاء، ولكن هذه المرة بمشاركة (أول عربية مسلمة سعودية) في هذا المجال وهي الرائدة ريانة برناوي مع الرائد السعودي علي القرني! وهما أول مواطنين سعوديين يشاركان في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية عبر صاروخ «سبايس إكس»، الذي انطلق من فلوريدا بسرعة 28 ألف كم فوق الأرض نحو محطة الفضاء في رحلة مدتها 16 ساعة تقريباً.
{ المفارقة أن الحديث كان قبل سنوات قليلة فقط هو حول قيادة المرأة السعودية للسيارة…! فإذا بالمرأة السعودية وبرؤية 2030، تحقق طفرة تاريخية..، بالانتقال من الأرض إلى الفضاء! هذه الخطوة في حد ذاتها اختزلت طبيعة التحولات الكبيرة التي تحدث في السعودية! وهي (تحولات نوعية) تبث روح الفخر والثقة بالنفس، والتحدي للإنجاز في قطاع واسع من الشباب السعودي! وتتحقق معها مضامين الأغنية التي لطالما رددها السعوديون، وهي أغنية (فوق هام السحب) لتتضافر فرحة الرحلة الفضائية بما سبقها من إنجازات وإصلاحات اجتماعية وعمرانية وعلمية واقتصادية، ومكانة قيادية على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وتشجيع الشباب على العلم والابتكار، ولكأن ولي العهد السعودي بث (عدوى النجاح) في نفوس الشباب والمرأة السعودية، التي تسارعت خطواتها في حقل «التمكين» لها، وفي أداء دورها الريادي اليوم في المجالات كافة، وصولاً إلى الريادة في مجال الفضاء على المستوى العربي!
{ كل العوامل تتضافر لإنجاح رؤية ولي العهد السعودي 2030 لتعكس الزمن السعودي القادم ومستقبل السعودية التي حققت حتى الآن الكثير من الإنجازات، التي كان يعتبرها البعض مستحيلة! وهو الزمن الذي يبني مستقبل أمة، تختصر فيه الكثير من النجاح وبسرعة فائقة في مواجهة التحديات والعراقيل! وكما كان الأمير السعودي سلطان بن سلمان نجل العاهل السعودي (أول عربي ومسلم) يشارك في رحلة فضائية عام 1985، فإن اللحظة التاريخية تكررت في 2023، ولكن هذه المرة مع (أول امرأة عربية ومسلمة) هي السعودية (ريانة برناوي) في مهمة فضائية علمية، تعكس حجم الانفتاح الكبير الذي تشهده السعودية، والتحولات الكبيرة التي جعلت من الحوارات السابقة حول قيادة المرأة السعودية للسيارة، وكأنها حوارات من ماض سحيق!
{ النجاح السعودي في القدرة على «التغيير الجذري» في مجالات مختلفة بات الكل يعرفها تبدأ من الداخل لينتشر رذاذها حتى في نسج العلاقات الدولية والتحالفات والمواقف السعودية خلال السنوات الماضية، تدلل على القدرة على مسك رمانة الميزان بين القوى الكبرى، وهو نجاح بمثابة (صناعة الذات) على أسس جديدة! انتقلت عدواها إلى كل النفوس العربية، من قادة وشعوب، بأن بإمكان العرب -إن أرادوا- مجابهة كل التحديات ولا مستحيل في ذلك! ونموذج النجاح السعودي في (المجابهة المدروسة) خطواتها بدقة، لتحقيق الصعود والإنجاز، هو نموذج نتمنى أن تنتشر عدواه في كامل المنطقة العربية! وحيث بات ولي العهد السعودي نموذجا بذاته لكل الشباب العربي، الذي يتطلع إلى بناء ذاته ووطنه، بروح إيجابية لا تعرف المستحيل بعيدا عن خطابات الكراهية والحقد والحسد والصراعات التي تجعل الذات العربية في بوتقة السكون والسلبية! وحفظ الله بلاد الحرمين وأدام تألقها وعزها.