تقارير

شاعر وفنان .. من هو إبراهيم قالن رئيس المخابرات التركي الجديد؟

أحدث خبر تعيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكبير مستشاريه إبراهيم قالن في منصب رئيس المخابرات التركية خلفًا لـ هاكان فيدان الذي ترأّس الجهاز لمدة 13 سنة قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية، ضجة كبيرة في الأوساط السياسية التركية.

وبعد فوزه في الانتخابات في 28 مايو كشف أردوغان، السبت، النقاب عن حكومته الجديدة بعد تنصيبه في العاصمة أنقرة.

وأعلنت مديرية الاتصالات التركية أمس، أن الرئيس التركي، عيّن إبراهيم قالن رئيساً لجهاز المخابرات الوطنية.

وعلق قالن (51 عاماً) على تعيينه الجديد في تغريدة على حسابه بتويتر، قال فيها: “أود أن أشكر كل من هنأني على منصبي الجديد ولم يدخروا في الدعاء لي.. أستمر في العمل من أجل تركيا قوية وآمنة ومستقلة”.

وقبل تعيينه الجديد، يوم الإثنين، كان إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية منذ عام 2014. وشغل قالن أيضًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن والسياسة الخارجية في الرئاسة التركية، وكبير مستشاري أردوغان منذ عام 2018.

وقالن هو أحد المقربين منذ فترة طويلة لأردوغان وشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ومستشار السياسة الخارجية للرئيس منذ عام 2014.

وعلى عكس معظم التعيينات التي تضمّنتها التشكيلة الحكومية الجديدة في تركيا، فاجأ أردوغان المراقبين بتعيين إبراهيم قالن صاحب الخلفية الأكاديمية والمسيرة السياسية والدبلوماسية الحافلة على رأس جهاز الاستخبارات الوطني، خلفًا لهاكان فيدان، الذي تولى حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة.

وبموجب التعيين الذي صدر، مساء الإثنين، سيتعيّن على قالن، المعروف بحبه للموسيقى والأدب وتخصصه في الفلسفة والتاريخ، أن يدير أحد أهم الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة والعالم.

وولد إبراهيم قالن في إسطنبول عام 1971، وحصل على البكالوريوس، ودرجة الماجستير من الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا.

كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن في الدراسات الإسلامية، وكان أحد مؤسسي مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA)، وهي مؤسسة فكرية مقرها أنقرة.

وبعد تعيينه نائباً لرئيس مجلس الأمن والسياسة الخارجية في الرئاسة التركية في عام 2009، أصبح أول منسق للتنسيق الدبلوماسي العام برئاسة الوزراء الذي تأسس في يناير 2010.

في عام 2012، تمّ تعيينه نائباً لوكيل رئاسة الوزراء. وفي 11 ديسمبر 2014، بعد عام من حصول إبراهيم قالن على لقب أستاذ مساعد، أعلن أردوغان أنه سيكون أول سكرتير صحفي رئاسي رسمي.

وألقى محاضرات عن الفلسفة الإسلامية لطلاب الدراسات العليا في جامعة ابن خلدون بين عامي 2019-2022، وحصل قالن على درجة الأستاذية في عام 2020.

في السنوات الخمس الأخيرة التي شغل فيها منصب كبير مستشاري الرئيس، انخرط قالن في كل الملفات الخارجية ذات البعد الأمني كجزء من عمله، وهو ما يفسّر، وفق محللين، اختياره ليخلف هاكان فيدان في جهاز الاستخبارات الوطني، إذ يدخل الأول إلى الظل، بعدما خرج الثاني إلى الأضواء.

وقالت صحيفة “ديلي صباح” التركية، إن أردوغان أرسل قالن طوال فترة ولايته، كمتحدث رسمي للمساعدة في حل القضايا الحرجة، والاضطلاع بمسؤوليات رئيسية في السياسة الخارجية والأمن.

وعيّنه أردوغان كممثل خاص خلال أزمة الطائرة بين تركيا وروسيا في عام 2015. وفي عام 2017، اتخذ المبادرة الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات بين قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ولعب إبراهيم قالن أيضًا دورًا نشطًا في حرب أوكرانيا من خلال الجمع بين الجانبين، وتسهيل صفقة الحبوب في البحر الأسود وتبادل الأسرى.

وترأّس اجتماعات الآلية المشتركة الدائمة التي عقدت بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن انضمام دول الشمال إلى الناتو. كما قام برحلات مختلفة نيابة عن أردوغان إلى العالم التركي ودول البلقان وشمال إفريقيا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية.

وكان قالن أيضًا جزءًا من اللجنة التركية التي شاركت في المفاوضات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار والحلول السياسية في الحربين السورية والليبية، فضلاً عن محادثات تسوية النزاعات في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط.

وشارك بنشاط في تطبيع علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وأرمينيا وسوريا ومصر، بينما قدم مساهمات في تعزيز العلاقات مع الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والهند.

ويتحدث إبراهيم قالن وهو أب لثلاثة أطفال بطلاقة اللغة الإنجليزية والفارسية والعربية والفرنسية.

وبحسب خبراء، فإن الأولويات التي سيتعين على قالن التعامل معها في منصبه الجديد تتمثل في “تغيير أدوات السياسة الأمنية في الجهاز، وتعويض النقص في هذا الجانب، وإتمام ما بدأه فيدان من إعادة الهيكلة”.

ويتوقع أيضاً أن يعمل إبراهيم قالن على التطوير الأكاديمي في أكاديمية الأمن والاستخبارات، وكذلك تطوير أدوات التعامل مع المواطنين، وإنهاء الصورة السلبية لمرحلة ما بعد الانقلاب الفاشل.

وهو ما سيكون سهلاً على رجل الظل الجديد تحقيقه بالنظر إلى سمعته الجيدة في الأوساط التركية بجميع شرائحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى