بانوراما

أفلامها ممنوعة من العرض في عدة دول عربية..’مجندة اسرائلية’ تقود كليوباترا المصرية

من المترقب ان تثير شخصية كليوباترا الجدل من جديد خاصة في الأوساط المصرية، بعدما كان وثائقي لمنصة نتفليكس موضع احتجاج وتنديد عقب تجسيده الملكة الفرعونية في صورة امرأة ببشرة سوداء من الممثلة ذات الأصل الأفريقي أديل جيمس.

وهذه المرة، من المنتظر أن تؤدي الممثلة غال غادوت دور كليوباترا في فيلم الجديد لم يتم الإعلان عن موعد طرحه بعد.

والعمل من إخراج بكاري سكوغلاند مخرجة فيلم “الصقر وشتاء سوليدير” (The Falcon and the Winter Solider).

وإذا كانت غادوت آخر ممثلة تعتزم تجسيد شخصية الملكة المصرية -التي حكمت في الفترة من 51 إلى 30 قبل الميلاد، وشهد حكمها تحولات درامية عنيفة في تاريخ المملكتين البطلمية والرومانية- فإن أشهر من قدمت دور كليوباترا هي الممثلة الأميركية إليزابيث تايلور في الفيلم الذي صدر عام 1963، وتم تصوير جزء كبير منه في مصر.

وكانت الممثلة الاسرائلية التي سبق ومنعت افلامها في دول عربية كشفت عن رغبتها في تجسيد الدور قبل عامين، وهو ما قابله كثيرون حينها بالرفض.

ويقول منتقدون إنه يتعين أن تجسد ممثلة عربية أو أفريقية دور ملكة مصر القديمة.

واستنكر مصريون اختيار هوليوود لممثلة “أجنبية” تجسد شخصية الملكة المصرية، في حين انتقد آخرون كونها مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي وتوجهاتها “المؤيدة للصهيونية”.

ودافعت النجمة الإسرائيلية حينها عن رغبتها في تجسيد دور الملكة كليوباترا في فيلم سينمائي بعد اتهامات لها بـ”التبييض الثقافي”.

لكن غادوت، التي مثلت دور “المرأة الخارقة”، قالت لبي بي سي حينها: “أولاً وقبل كل شيء إذا أردنا الالتزام بالحقائق، فإن كليوباترا كانت مقدونية”.

وأضافت قائلة: “كنا نبحث عن ممثلة مقدونية يمكنها أن تلعب دور كليوباترا. لم تكن هذه الممثلة موجودة، وأنا كنت متحمسة جداً إزاء كليوباترا”.

وكان الجدل قد احتدم في أكتوبر/ تشرين أول الماضي عندما أعلنت غادوت إنها ستجسد دور كليوباترا في فيلم تشارك في إنتاجه.

وقالت غادوت: “لدي أصدقاء من مختلف أنحاء العالم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو كاثوليك أو ملحدين او بوذيين أو يهود بالطبع.. فالناس هم الناس، وبالنسبة لي أنا أريد أن أحتفي بتركة كليوباترا وأُكرّم هذه الأيقونة التاريخية المذهلة التي تعجبني كثيراً”.

وقالت إن الآخرين مرحب بهم لإنتاج أفلامهم الخاصة. وأضافت قائلة: “أي شخص يمكنه أن يعد هذا الفيلم وأي شخص يمكنه المضي قدماً في إنتاجه. وأنا متحمسة جداً لأنني سأنتج نسختي الخاصة من الفيلم أيضاً”.

كانت كليوباترا، التي ولدت في الاسكندرية، آخر ملكة في السلالة الحاكمة التي أسسها المقدوني بطليموس الذي كان من قادة الاسكندر الأكبر.

وكان يعتقد لفترة طويلة بأنهم كانوا من العرق الأبيض. لكن يوجد لغز يتعلق بهوية والدتها، مما قاد إلى التخمين بأن كليوباترا ربما كانت من أصل مختلط العرق.

وفي عام 2008، قامت عالمة المصريات سالي آن آشتون من متحف فيتزويليام بكامبريدج بإعادة بناء وجه كليوباترا من الصور التي ظهرت لها على قطع أثرية قديمة. وقد أظهرتها مختلطة العرق.

وقالت آشتون لصحيفة ديلي ميل في حينه: “ربما لم تكن أوروبية بالكامل. عليك أن تتذكر أن عائلتها كانت قد عاشت في مصر لمدة 300 عام عندما وصلت هي للسلطة”.

ولعبت كليوباترا دورا مهما في تاريخ مصر في القرن الأول قبل الميلاد، إذ كانت آخر من جلس على عرش مصر من أسرة البطالمة، الذين يمتد نسبهم إلى بطليموس الأول، أحد قادة جيوش الاسكندر المقدوني.

وعاصرت الملكة الفرعوينة الكثير من التقلبات السياسية الكبرى، بداية من قدوم السياسي والقائد الروماني يوليوس قيصر إلى مصر، وهو من أقامت معه علاقة عاطفية وساعدها في ارتقاء عرش مصر.

وبعد وفاة قيصر واشتعال اقتتال أهلي في الدولة الرومانية، وارتبطت كليوباترا بالسياسي والقائد الروماني مارك أنطونيوس، وانحازت إليه في مواجهة غريمه أوكتافيوس.

إلا أن الهزيمة كانت من نصيب جيوش كليوباترا ومارك أنطونيوس، ليقضي الأول نحبه في ساحات القتال بينما تموت الأخيرة منتحرة وتتحول مصر إلى ولاية رومانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى