عائشة سلطان : حدث في مطار ما
تذكرت هذه الحكاية وأنا أسمع عن حوادث المصطافين في بلاد الاصطياف: كنت وصديقتي قد مضى على وقوفنا أكثر من ساعة بانتظار إنهاء إجراءات الدخول في أحد المطارات التي تستقبل أعداداً مهولة من السياح من بلدان العالم كافة طيلة أيام العام، وفي مقربة منا كانت أربع فتيات خليجيات يتقدمن سريعاً للعبور من مخرج الإجراء السريع المخصص لركاب درجة رجال الأعمال، وفجأة تعالت أصوات الفتيات اللواتي دخلن في جدال مع الضابطة التي منعت إحداهن من المرور طالبة منها الوقوف في الطابور الآخر، لأنها أضاعت البطاقة التي تخولها حق الدخول، بينما تصر هي وبشكل فج على المرور!
وبين صراخ الفتاة وإصرار الضابطة خرج أحد الضباط لينهي الموقف بتهديد الفتاة كي تلتزم أو أنهم سيعيدونها من حيث أتت، لحظتها أذعنت مجبرة ومضت وهي تردد الله يلعنكم أيها العنصريون! انتهت الحكاية!
لدينا مثل خلاصته (يا غريب كن أديب)، فالغريب يجب أن يتأدب في بلاد الآخرين، ولقد سافرت كثيراً وزرت عشرات المدن، لم يتجاوز عليّ أحد في أي ظرف، لكنني رأيت كثيراً من إخوتنا العرب والخليجيين، إذا ارتكبوا بعض التجاوزات والمخالفات وتم كشف أمرهم، واسقط في أيديهم فإنهم يرمون بكامل اللوم على أهل تلك البلدان، وبدل الاعتراف بالخطأ والإذعان للقانون، تأخذهم العزة بالإثم، ويبدؤون في اتهام الآخرين بالعنصرية وكراهية العرب، والجلافة وسوء الطباع.. إلخ، أما هم فملائكة لم يفعلوا شيئاً.
من السهل اتهام الآخرين وشيطنتهم، وتبرئة النفس، لكن الأفضل هو الالتزام بالقانون والتزام الأدب، فعندما سمعت إحداهن تقول (ضباطهم أجلاف، لقد صرخ أحدهم في وجهي ورمى بجواز سفري على الأرض) سألتها وماذا فعلت لتكون ردة فعله كذلك؟ إننا نذهب للاصطياف، للاستئناس والتمتع بأجواء ومناخات جميلة في بلدان ليست بلداننا، وبين بشر ليسوا أهلنا، وضمن قوانين لم توضع لمجاملتنا لأي سبب، علينا أن نلتزم أقصى درجات الحذر والأدب ونتجنب الكثير من الأماكن والاصطدام مع أحد، وإذا حدث وتعرضنا لسوء فلنا سفارات تتولى شؤوننا في الخارج.