رأي في الحدث

العرب ضحية لتنامي الفكر العنصري في تركيا

أنقرة – تشهد تركيا موجة عنصرية غير مسبوقة ضد العرب سواء كانوا سياحا او مقيمين حيث تم تداول فيديوهات على صفحات التواصل الاجتماعي لانتقادات وتهجم ضد سياح عرب في الأسواق والمحلات التجارية ووسائل النقل العامة وصلت إلى حد الاعتداء بالعنف وسط دعوات لتوفير حماية لهم ومخاوف من تأثر السياحة التركية من بعض القوميين الأتراك.
ووصل الأمر بنشر حملات على شبكات التواصل الاجتماعي لمقاطعة السياحة التركية بسبب العنصرية غير المسبوقة في المجتمع التركي والتحول إلى وجهات سياسية أخرى على غرار اليونان ومصر والمغرب.
ويعتقد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فشل في مواجهة العنصرية التي ترعرعت وازدهرت في عهد الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان وحليفه القومي دولت بهجلي.
ويعتقد ان الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها تركيا من بين أسباب انتشار الأفكار العنصرية ضد العرب حيث يعتقد ان الشباب التركي الغاضب من وضعه يعتقد ان العرب واللاجئين السوريين افتكوا فرصه لتحسين الوضع الاقتصادي.
وأطلق قادة سياسيون أتراك من القوميين المتشددين خلال الحملة الانتخابية الفارطة شعارات منددة بالحضور العربي المكثف والاهتمام المتزايد من قبل العرب بالشؤون الداخلية لتركيا.
وقام مرشحون قوميون بالتوجه إلى مناطق تتواجد بها محلات سورية في ولايات جنوبية لانتقاد ما وصفوه بسيطرة الثقافة العربية مطالبين الباعة السوريين باستخدام الألفاظ التركية وليس العربية.
وتداولت وسائل الإعلام فيديو للنائب التركي من الحزب الديمقراطي جمال إنجينورت وهو ينتقد إلقاء التحية “بالسلام عليكم”، بحجة أنه تركي وليس عربي.
ويرى مراقبون ان تساهل حزب العدالة والتنمية مع مظاهر التدين المفرطة والتضييق على العلمانيين تأتي بردود عكسية يتحمل تبعاتها السياح والمقيمون العرب.
وانتشرت بكثافة تسجيلات لمشادة كلامية في مطار اسطنبول بين سائحة عربية من احدى الدول الخليجية ومواطنة تركية حيث رفضت السائحة المواقف العنصرية التي تتعرض لها مشيرة بان الدول التي تشجع السياحة عليها مواجهة الأفكار العنصرية.
وتشبه الحملات العنصرية التي يتعرض لها العرب ما تعرض له الأكراد من موجة عنصرية استهدفت ثقافتهم وحاولت تهميشهم رغم أنهم مكون هام في المجتمع التركي.
ويتحمل اردوغان المسؤولية في انتشار الفكر العنصري والقومي المتطرف بسبب فسح المجال امام حلفائه من القوميين لدعمه في مختلف الاستحقاقات السياسية والانتخابية.

*احوال/تركيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى