رأي في الحدث

بدر خالد البحر: نحذر الحكومة مجدداً من خطورة أيديولوجية الإخوان

نعيد في هذا المقال تأكيد أهمية استيعاب الحكومة لخطورة حزب وجماعة الإخوان المسلمين الذي يشكل مركزهم بالكويت إحدى أذرع المثلث الذي تقع بقية أطرافه بمصر وتركيا، ونذكر أن الدول الخليجية قامت باستئصالها وأخرى صنفتها إرهابية، كالإمارات والسعودية حليفنا الأكبر، حسب بيان هيئة كبار العلماء في نوفمبر 2020: «جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، ولا تمثل منهج الإسلام وتتبع أهدافا حزبية وتتستّر بالدين وتثير الفرقة والفتنة والتحزب»، فوجودهم تهديد لأمننا وحجر عثرة أمام لحمتنا الخليجية التي نحن بأمس الحاجة لها لمواجهة فكي الكماشة الإيرانية – العراقية، فآخر التفاف خليجي احتجناه لمواجهة إيران كان اجتماع وزراء خارجية التعاون الخليجي وتأكيد ملكيتنا المشتركة مع السعودية لحقل الدرة، إيران التي تعد حليفاً لحزب الإخوان، فأي خطر أكبر من تعيين وزراء وقياديين «إخونجية» بالحكومة ليلتقوا بنظراء خليجيين يصنفونهم إرهابيين، كما أشرنا سابقا، ليس هذا فحسب بل ما أشارت له القبس في عددها 11944 إلى إدراج جمعيتهم بالكويت إلى قائمة الإرهاب الروسية، الجمعية التي مولت انتخابات الرئيس المخلوع (مرسي) بملايين الدنانير من أموال الصدقات في خبر منشور بالصحف آنذاك، تمويل أفتى بجوازه أحد مشايخهم بعدد القبس رقم (8135)، للأخذ من الزكاة تحت بند «في سبيل الله» لأنشطة الأحزاب والجماعات الإسلامية الدعوية والحملات الانتخابية، ليتضح لنا كيف أنفقت الجماعة مئات الآلاف على الحملة الانتخابية لمرشحهم الإخونجي «الحافي» فتضخمت حساباته.0 seconds of 0 secondsVolume 0% 

إنه علاوة على بيان هيئة كبار العلماء السعودية بإرهاب وضلالات وبدع الإخوان، يأتي رأي فضيلة عالم الكويت الجليل محمد بن جراح «بقتال البغاة وهم الخارجون على الإمام بتأويل سائغ الذين يسمونهم الإخوان المسلمين…» والبغاة الجماعة الباغية الظالمة، ولذلك كانوا يخشونه ويحذرون من علمه وراحوا يستوردون مشايخهم من الجماعة بمصر، وهو ما يفسر خروج الإخوان على ولاة الأمر في حراك 2011 لأن ولاءهم وبيعتهم لمرشدهم بالسمع والطاعة وإنشاء دولة حزبية داخل الدولة.

وفي تصوير مسجل للمتحدث باسم الإخوان وهو جالس بطهران بجوار مرشد الثورة خامنئي يقول: «فضلاً عن التفكير العلمي والتفكير الريادي للإمام الخميني… تعلمنا من الإمام الخميني كما تعلمنا من الامام حسن البنا والمودودي وسيد قطب». ليكون ذلك واضحاً لكل من يشكك بالمنهج الذي يحكم هذه الجماعة وما ينطوي تحته من مفاهيم خطرة تدعو للوحدة والخلافة الإسلامية بطموحات توسعية لتنقض على الدول المستقرة في المنطقة، مما يزيد من مخاوف ما أشرنا له سابقاً من انكفاء حزب الإخوان بالكويت بالسبعينيات على الثورة الإيرانية وتأييده للخميني واستمرار هذه الأفكار الخطيرة للجماعة إلى يومنا هذا.

وقد سربت قناة العربية أسراراً، نشرتها أيضاً صحيفة نيويورك تايمز، عن علاقة الإخوان وإيران بلقاء نائب مرشد الجماعة بقياديي الحرس الثوري الإيراني للتنسيق بينهم بشأن سوريا والعراق والعداء لدول خليجية وعربية، وهي علاقة متجذرة واستراتيجية منذ عهد الثورة الايرانية تحكمها اعتبارات تبادل مصالح وتوازن قوى، وصلت لحد التنسيق لضم دول عربية تحت قيادة وخلافة الخميني وهو ما تحقق حاليا بعد أربعة عقود بالسيطرة على سوريا والعراق واليمن ومحاولات اختراق دول خليجية نحن إحداها في ظل العمليات الارهابية منذ الثمانينيات وحتى ظهور خلية العبدلي وإلى يومنا هذا.

***

حاول أحد الكتاب الرد على مقالنا السابق بمقال يبدو للوهلة الأولى مستورداً من مكتب مرشد الإخوان للهجته المصرية بدءاً من العنوان، وهو بمنزلة إعلان انتماء الكاتب للحزب الذي يبدو أنه أجبره بالرد نزولا لأوامر الجماعة! ولكن بمغالطات وطعن وادعاءات غير صحيحة، لن ننزل إلى مستواها، إلا أن المضحك سرده لأحداث لم تحصل عندما تم توزير رئيس جمعية الإخوان حين زوّرت الانتخابات وعطل الدستور، وادعى بشكل جعلنا نشك بسلامة طريقة تكفيره واستنتاجاته في أن رئيس جمعية الاخوان ليس له علاقة بالإخوان! فهل كانت هذه نكتة آخر الموسم مثلا أن يأتي الإخوان برئيس لجمعيتهم من الشارع؟! وعليه فهذا الادعاء الباطل قد نسف مصداقية كل ما ورد في مقاله!

فجاءت المغالطات لأن حادثة الستينيات مدونة لدينا بالشهود الأحياء، حين قال الشخص الذي كان مكلفاً بتجميع تواقيع جمعيات النفع العام استنكاراً لما فعلته الحكومة، ذهبت لرئيس جمعية الإخوان في مكتبه الساعة التاسعة ليلا وطلبت منه التوقيع على الورقة الأصلية الموقعة من الجميع، فقال لي: «نحن جماعة ولازم أرجع لهم، اترك ورقتك عندي إلى الغد»، يقول تركتها في البداية ثم رجعت وسحبتها من تحت يده، «خوفاً أن يغدر بي»، يقول وما أن صارت الساعة الواحدة بالغد ونحن ننتظر رده حتى أعلنت الحكومة متضمنة رئيس جمعية الإخوان وزيراً، لتتحقق مصلحة الجماعة التي غدرت بجمعيات أغلقت وأحيلت للنيابة.

ومن هنا نحذر الحكومة من خطورة أيديولوجية حزب الإخوان المسلمين وانتمائه وولائه الحزبي وليس الوطني ونذكرها بالتاريخ القريب حين انقلبت على الحكومة فتم استئصالها بكل سهولة لأنها جماعة هشة رغم تغلغلها، لتعلقها بالمكاسب المالية، كونها تشكل رافداً لتنظيمهم الدولي، بفتاوى تستغل بها التبرعات الخيرية وتستقطع منها نسبة لمصلحتها رغم عدم جوازها شرعاً، لنواجه جماعة خطرة على النظام والمجتمع والعمل الخيري، خطراً يجب ألا تستعين به أو تتجاهله الدولة! خطراً شرعياً بخروجهم على ولاة الأمر بيّنه العالم ابن جراح بكل وضوح وننقله للحكومة حينما اعتبر أن «الإخوان من البغاة».

***

نشكر «الإخواني» الذي دعا لنا بالهداية والتي أولى أن يدعو بها لنفسه حسب رأي علمائنا الأجلاء!

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.

*القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى