رأي في الحدث

مجبل الشريكة : قطار السعودية ورقي المملكة

بعد أن مَنَّ الله عليَّ باداء العمرة قررت الذهاب الى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فحجزت في قطار الحرمين السريع عن طريق تطبيق خاص به، واخذت تذكرة درجة رجال اعمال ذهابا وايابا بسعر أربعمائة وستين ريالاً، استقللت تاكسي بخمسين ريالا، وما ان وصلت محطة القطار وذهلت بنظافة المواقف، وترتيبها.
دخلت المحطة وكنت اعتقد أنها بسيطة، وما أن وطأت رجلي داخلها، الا وذكرت الله من جمال ما رأيت، من تنسيق وكبر حجم المحطة، وطيب استقبال العاملين، وسرعة الاجراءات البسيطة واليسيرة.
لفت انتباهي ان جميع العاملين من النساء، واستفسرت مني احداهن، فأجبتها أنني ذاهب الى المدينة المنورة، وحين رأت التذكرة قالت: “تذكرتك رجال اعمال تفضل في القاعة الخاصة بك”.
وجدت القاعة فخمة جداً، فيها بوفيه خاص للطعام، وجميع انواع القهوة والتمر الطيب، والعصائر والماء مجاناً، وفخامة المقاعد والطاولات، والتنسيق الرائع.
اخذت فنجان قهوة وخرجت لقرب موعد انطلاق الرحلة، ورغم وجود الشاشات واللوحات الارشادية، الا ان الاخوات يُصررن على مساعداتك، وفتحت البوابة فشاهدت البوابات وأرصفة القطارات، فوجدتها فائقة النظافة، بل تفوقت على محطات الدول الاوروبية.
لم اشاهد شخصا يشحذ، او مشردا، او نائما على الرصيف، او شخصاً يصرخ باعلى صوته، فقلت تبارك الرحمن، احسن الخالقين، اللهم بارك.
وصعدت الى القطار فوجدته نظيفا والوانه هادئة، وطريقة تنسيق المدخل والممرات، والنقش على جدران الكبينة من الداخل، ولون السجاد الفاخر، والمقاعد المريحة.
سألت احد العاملين عن سبب كثرة العاملين من النساء، فابتسم وقال كل من يقود القطارات ايضاً من البنات الفائقات والمتميزات في دراسة قيادة القطارات، فقلت في خلدي، وفق الله اخوات الرجال، ثم قدم لي القهوة السعودية اللذيذة مع التمرة السكرية الفاخرة.
ودخل علينا المفتش بكل ذوق وادب يسأل عن التذكرة، واول كلمة قالها لي: “المعذرة، لكن هذه سياستنا نستفسر عن الركاب”.
فتذكرت بيت الشعر:
“إنَّـمَا الأَخْلَاقُ روحٌ
‏لجمالٍ لا يَرُوْحُ
‏أَدبُ الإنسانِ عِطْرٌ
‏في الوَرَى دَوْمًا يفوْحُ
‏كلُّ منْ يَزْهُوبِـحُسْنٍ
‏دُوْنَ أَخْلَاقٍ قَبِيْحُ
‏إنَّ من يحيا خلوقًا
‏ذَاكَ يا صاحِ المليْحُ”.
وفي طريقي رأيت الجبال التي شُقت لسكة القطار، فأيقنت ان كل هذا بسبب أن المسؤول عيناه على كل مرفق في الدولة، وتسخير كل الامكانات للنهوض بالبلد والانسان، وان كل موظف يؤدي واجبه، وفق العقاب والجزاء، وانه تم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
واخيراً وليس آخراً أيقنت أن الأمير محمد بن سلمان عاشق للوطن وأهله، وعاشق للمجد والعلياء، أسأل الله ان يبارك للممكلة في مليكها وولي عهده الأمين، وان يوفقهما دائماً للخير والتوفيق.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى