حمد سالم المري : طوفان الأقصى أغرق غزة
من منا كمسلمين لا يفرح إذا خذل الله اليهود المغتصبين، ولا يفرح إذا نصر الله المسلمين في فلسطين؟
طبعا كل مسلم موحد سيفرح فرحا شديدا، إذا حدث هذا الأمر، والعكس صحيح، لكن ما فعلته “حماس” من حماقة اسمتها “طوفان الأقصى” زاد من أسى وحزن المسلمين في جميع أنحاء العالم، لما يشاهدونه من تدمير وقتل لشعب غزة.
فبدلاً من أن يغرق هذا الطوفان اليهود المغتصبين، أغرق أهل غزة بالدمار، وأشلاء الأطفال، ورائحة الموت.
مجاهدة اليهود وقتالهم يتطلب إعداد العدة اللازمة، امتثالا لقول الله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ…”.
وهذه العدة ترتكز على ركيزتين أساسيتين، الأولى الرجوع إلى الله، واتباع شرعه القويم، والسير على خطى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، مصدقا لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
والركيزة الثانية إعداد العدة العسكرية، من سلاح وعتاد.
و”حماس” وجميع الأحزاب السياسية الفلسطينية لا تملك هاتين الركيزتين، ولهذا ما يقدمون عليه من حماقات وتحرش باليهود – لعنهم الله- لن يحقق النصر لأهل فلسطين، بل على العكس يجلب لهم الدمار والقتل، بينما قادة “حماس” والأحزاب الفلسطينية الأخرى في معزل عن هذا الدمار، وأبناؤهم يدرسون في أفخم الجامعات العالمية.
قد يهاجمني البعض، ويتهمني أنني أكسر من مجاديف وعزوم المجاهدين في فلسطين، وأنا أقول لهم من هم المجاهدون؟
هل هي جماعة “حماس” التي توالي من يسب الصحابة ويتهمون أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في شرفها من الفرس؟
هل هي “حماس” و”الجهاد” اللتان تعلنان فرحمها كلما قصف الحوثي مدن المملكة العربية السعودية، ومنها مكة المكرمة؟ هل هي منظمة “فتح” التي تاجرت بالقضية عشرات السنين، حتى أصبحت زهوة عرفات أصغر مليونيرة في العالم؟
هل هم خطباء وإعلاميو غزة الذين يسبون دول الخليج العربية، وبخاصة المملكة العربية السعودية، ويدعون عليها على المنابر وفي وسائل الإعلام؟
هل هم من سيروا التظاهرات المؤيدة للمقبور صدام حسين عندما احتل الكويت عام 1990؟
المسلم الفطن، الحريص على دماء شعبه، يتبع نهج نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي لم يقاتل الكفار، وهو في نشوة نصره في غزوة بدر، رغم أن كفار قريش أسقطوا ابنته زينب (رضي الله عنها) من فوق الجمل، فسقط حملها ومنعوها من الالتحاق به في المدينة، بل تريث (صلى الله عليه وسلم) حتى أعد العدة، المعنوية والمادية، التي استمرت سنوات، وبعدما تحقق من قوة جيشه زحف إلى مكة فاتحا لها، فهل “حماس” أشجع من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟
بعدما حل الدمار على غزة تنصل قادة “حماس” مما فعله مسلحو “القسام”، كما صرح القيادي صالح العاروري بقوله: “حصل دخول غزة لأعداد من المدنيين والشباب المسلحين، وأصبح هناك بعض الفوضى في الاشتباكات لخلاف ما هو مخطط”.
وقال خالد مشعل: “العملية خطط لها قادة القسام فقط، ولم أعلم عنها إلا من خلال الإعلام”، حتى إيران التي تدعم “حماس” ماليا تنصلت من العملية، وأنكرت معرفتها بها.
قال شيخ إسلام ابن تيمية “رحمه الله”: “فلا رأي أعظم ذماً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم، ولا في ديناهم، بل نقص الخير عما كان وزاد الشر على ما كان”.
أسال الله أن يحفظ المسلمين في غزة، وأن يخزي اليهود الغاصبين… اللهم آمين.