رأي في الحدث

أحمد الدواس: فلسطين هي سبب ما نحن فيه

أرجو من القارئ الكريم أن يقرأ هذه السطور السهلة بشكل متتابع لنستخلص النتيجة.
قبل عشرين عاماً سمعنا عن تعيين رئيس وزراء إسرائيلي جديد، هو بنيامين نتانياهو، وتعطلت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولم يحدث انفراج ولا تسوية، وأخذ كل طرف يتمسك بموقفه بشدة، وهنا جاء ما يشبه نوع من “التدخل لتحريك المسألة”.
ففي يوم 18 يونيو 2007 قال أستاذ التاريخ بجامعة “هارفارد” الأميركية نيال فيرغسون في مقال له نشرته صحيفة “لوس انجليس تايمز” الأميركية: “إن المنطقة العربية تحتاج الى سياسة تدخل ديبلوماسي فعال، فهم متخلفون في منطقة مهمة(…) منذ فترة وأنا أحذر من أن الصراع العالمي الكبيرالمقبل سيبدأ في الشرق الأوسط”.
ثم ظهرت فكرة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس لتقسيم الدول العربية والسيطرة عليها، بعدها حدثت ثورات عربية، كأن يد الغرب هي المسؤولة.
وفي أفريقيا استولى الطوارق على ذخائر القذافي وتوجهوا لـ”سرقة” شمال جمهورية مالي، فدمروا آثاراً إسلامية قديمة فيها، كما أحرقوا أو أتلفوا تراثاً إسلامياً جميلاً من الكتب العربية القديمة، من بينها كتب علمية تتحدث عن طريقة صنع الأدوية.
وكانت هذه العصابة أقرب إلى المرتزقة منها إلى المؤمنين بالله، مما شوه صورة الإسلام.
وهنا كتبت اليهودية آنا مهجار باردوتشي مقالة في صحيفة “هاآرتس” العبرية يوم الجمعة 27 ابريل 2012 تحت عنوان “ثوار مالي يستحقون دعمنا”، أي الدعم الإسرائيلي، وكشفت عن مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين، إذ قالت: “ان احتلال الطوارق لقسم من جمهورية مالي يُعتبر واقعاً يستحقونه، فهم بربر وان شمال أفريقيا لم يعد عربيا الآن”.
فإذا كانت إسرائيل تتمنى، وفق باردوتشي، تمزيق المغرب العربي، فالمنطق يقول انها تتمنى أيضاً تمزيق المشرق العربي، ووجدت ضمن أوراقي أن نتانياهو التقى رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كيرفي مارس 2012، وما هي إلا بضعة أيام حتى اندلع الاقتتال بين حكومة جنوب السودان وشمال السودان، ثم انفصل الجنوب عن الشمال، وتم استقلال جنوب السودان.
فهل كانت إسرائيل وراء الاقتتال، أو ساهمت في إثارته وفق المفهوم السياسي الذي يقول فرق تسد؟
ولما نادى الأكراد بتكوين دولة مستقلة لهم في كردستان أبدت إسرائيل تأييدها الفوري لذلك، وزار تلك المنطقة كبار الإسرائيليين.
وللتنكيل بالإسلام “إعلامياً” احتضنت بريطانيا فتاة باكستانية هي مالالا يوسفزاي، ونقلتها من بلادها إلى بريطانيا بحجة أن “طالبان” ضربوها ومنعوها من التعليم، واشترت إحدى دور النشر البريطانية قصة حياتها بمليوني جنيه استرليني، وسيكيل مئات الألوف من البريطانيين الشتائم للإسلام، بينما قصتها لا تمثله.
بل رشحت بريطانيا وأميركا الفتاة للحصول على جائزة “نوبل”، وكانت بلجيكا بلداً آمناً يعترف بعيدي الفطر والأضحى، كعطلة رسمية، ويسمح رسميا بإقامة المساجد ويدفع لأكثر من 250 إماما مسلما رواتب من وزارة العدل البلجيكية، فمن المفروض إذاً ألا يتعرض ذلك البلد لأذى من المسلمين.
لكن حدث في بلجيكا هجوم إرهابي في عام 2016 فتوجهت أصابع الاتهام للعرب والمسلمين.
واختفى أي انتقاد لإسرائيل، فكأنها على حق والعرب مخطئون، “وأصبحت إسرائيل سعيدة، فالرئيس الأميركي ترامب يدعمها، وأوروبا تحترمها، وأفريقيا تقيم روابط معها، وبعض العرب يتصل بها سرا “، وفق تعبيرصحيفة “يديعوت أحرونوت ” الإسرائيلية في مقالة لها يوم 5 يوليو 2017.
وفي فبراير2023 حدث انقلاب في السودان، ومازال القتال مستمرا بين الجيش السوداني، وجزء آخر من الجيش يسمى “قوات الردع السريع”، وقد كتبنا عن ذلك.
أيعقل أن تكون هذه الأحداث قد حصلت مصادفة، ولماذا جاءت بعد فشل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكيف تقع هذه الأحداث كلها متتابعة؟
ثم لماذا يفجرتنظيم “داعش” الإرهابي في الدول المحيطة بإسرائيل، ويدخل سيناء ثم يصل إلى ليبيا، وتكون إسرائيل في منأى عن خطره؟
الآن سيخرج علينا كاتب محلي مهووس بالغرب، يستهزئ يوميا بالدين، وبالعالم العربي، ويجرح المشاعر، ويتهكم على ماقلناه.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى