حمد سالم المري: اقتيات “الإخوان” على الأزمات
منذ ظهور جماعة “الإخوان المفلسين” وهي تقتات على الأزمات، والصراعات، إما بافتعالها، إما بانتهاز حدوثها.
في “الربيع العربي”، انتهزت غضب الشعوب في تونس، ومصر، وسورية، بسبب أوضاعهم المعيشية المتردية، فجيرت هذا الغضب لصالحها، وقفزت على رؤوس هذه الشعوب، فوصلت إلى السلطة في تونس، ومصر، وتزعمت المعارضة في سورية.
ولم تقف عند هذا الحد، بل حاولت جلب القلاقل، وعدم الاستقرار إلى البلاد، وتزعمها لتظاهرات بزعم محاربة الفساد، والمطالبة برئيس مجلس وزراء شعبي، حتى تتمكن من الوصول إلى السلطة.
إلا أن الله سلم بلادنا من فتنتهم بحكمة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، فهرب من هرب منهم، واختفى الباقون عن الساحة، بل ان بعضهم صرح أنه لم يؤيد الثورات، وأنها لا تجلب إلا الشر، بعد أن كان يصدح ليل نهار بتأييدها، وأنه مسرور كونه رأى حلمه الذي بذل حياته من أجله يتحقق.
في عام 2009، انتهزت جماعة “الإخوان المفلسين”، الحرب الإسرائيلية على غزة، وبدأت تستغلها لتحقيق مصالح الجماعة، فضجت القنوات الإعلامية بتصريحاتهم المؤيدة لـ”حماس”، وتهنئتهم لها كونها، كما زعموا، انتصرت في هذه الحرب، التي راح ضحيتها نحو 1300 قتيل فلسطيني، منهم الشيوخ الكبار في السن، والنساء والأطفال، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم شهداء، وخلفت أكثر من خمسة آلاف جريح، وشردت عشرات الآلاف من الأسر، بعد أن هدمت منازلهم وسوتها الصواريخ والجرافات الإسرائيلية بالأرض.
ولم تتوقف هذه الحرب، إلا بعد أن تدخلت جمهورية مصر العربية في التوسط بين حزب “حركة حماس” وبين إسرائيل، لوقف إطلاق النار وإعلان التهدئة (هدنة).
بعد أن فقدت جماعة “الإخوان المفلسين” بريقها، نتيجة ما شاهدته الشعوب العربية، من خراب ودمار، وعدم استقرار للدول التي اندلعت فيها الثورات، وخسارتها للسلطة في كل من تونس ومصر، اختلقت هذه الجماعة ازمة جديدة في المنطقة، حتى ترجع مرة أخرى الى الأضواء، وتسيطر على الشارع العربي.
فأقدمت “حماس” على حماقتها التي نتجت عنها حرب طاحنة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، قتل فيها أكثر من 10500 فلسطيني من المدنيين العزل الكثير، منهم نساء وأطفال، وجرح أكثر من 20 الفا أخرين، ودمرت نحو ثلث غزة، وتشرد مليون ونصف فلسطيني، مقابل مقتل 20 إسرائيليا.
فضجت وسائلهم الإعلامية بإعلان النصر، كما خرج علينا من يؤيدهم بقوله إن هذه الحرب لها فوائد عدة، في كلام لا يقبله العقل، محاولا تبرير هذه الحماقة، متناسيا أن هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم من غير حق.
لم تكتف هذه الجماعة بذلك، بل شنت حملة إرهاب فكري ضد كل ينتقد أفعال منتسبيها وتصريحاتهم، ونعتت كل من يخالفها أنه صهيوني، ومنافق، بل انها ارهبت الناس كي يقاطعوا بعض المنتجات، رغم أن وكلاء هذه المنتجات تجار كويتيون، ولهم أياد بيضاء في التصدق، والتبرع لإنشاء المشاريع الخيرية في فلسطين، وغيرها من بلاد المسلمين.
وبعد مرور أكثر من شهر على هذه الحملة التي سكتت عنها الحكومة، رغم أنها منشورة في لوحات شوارع مرخصة من البلدية، وخرج علينا أحد مفتي هذه الجماعة بفتوى يبرر فيها أن الناس أساؤوا فهم الفتوى، وأن المنتجات التي في الكويت وكلاؤها ليس لهم علاقة نهائيا بدعم إسرائيل، وأن المقاطعة لهم بهذه الصورة خطأ.
لن تتوقف جماعة “الإخوان المفلسين” عن الاقتيات على الأزمات من أجل تحقيق مصالحها السياسية، حتى ولو قتل مليون مسلم، كما قال بعضهم إبان الصراع السوري.