حمد سالم المري : وزارة “الأوقاف” هل أصبحت “حمساوية”؟
منذ بدء حماقة “حماس” التي جلبت القتل والدمار لغزة وشعبها، و”الإخوان المفلسون” عندنا يستغلون هذا الحدث للظهور مرة أخرى على الساحة العامة، بسبب سكوت الحكومة.
وأصبحت جماعة “الإخوان” ومن دار في فلكهم هم الذين يقودون المشهد السياسي في البلاد، وزاد ارهابهم الفكري لكل من يخالفهم، حتى وصل بهم الأمر الى تمجيد “حماس” في “ساحة القرادة” بإطلاقهم شعار “كلنا حمساوية”، وتنظيم وافد عربي من منتسبيهم محاضرة في مسجد بمنطقة النزهة، يمجد فيها الناطق الرسمي لـ”فصيل القسام” التابع لـ”حماس”، المسمى بأبي عبيدة، ويمدح أفعاله وأفعال فصيله المسلح، ويهمز ويلمز لحكام العرب، وكأن وزارة “الأوقاف” عندنا أصبحت “حمساوية”، وليست كويتية تتبع دولة ذات سيادة.
لا أستغرب عقد مثل هذه المحاضرات في وقتنا الحالي في مساجد الدولة، لأن المسيطرة على زمام الأمور فعليا ليست الحكومة، بل جماعة “الإخوان المفلسين”، وهذا ما نشاهده على الساحة العامة. والدليل على ذلك، سب وشتم حكام العرب، والهجوم الممنهج على كل من السعودية، والإمارات، ومصر، من “الإخوان” في الكويت، دون أن تتحرك الحكومة لتفعيل القانون الذي يجرم التطاول على الدول الصديقة، والأضرار بعلاقات البلاد مع الدول الأخرى.
هذه الحملة تستهدف أيضا عزل الكويت عن أشقائها العرب في المنطقة، من خلال تأجيج شعوب الدول المستهدفة بالهجوم، حتى يكرهوا الكويت، فتصبح صورتها مشوهة في نظر هذه الشعوب، في الوقت الذي تتفرج فيه الحكومة على هذا الهجوم، دون أن تحرك ساكنا، متناسية أن عام 1990 وقفت معها هذه الدول وقفة رجل واحد، حتى تحررت البلاد من الاحتلال العراقي، في الوقت الذي وقف فيه “الإخوان المفلسون” مع المحتل العراقي ضد التحرير، ومساومة ممثلهم في الكويت سفيرها في وشطن المرحوم، بإذن الله تعالى، الشيخ سعود ناصر الصباح، ماليا من أجل تأييد الحزب للكويت.
“الإخوان المفلسون”، جماعة تقتات على الأزمات، ففي الصراع السوري أعلنوا النفير العام، ومع ذلك لم يذهب واحد ممن أعلن النفير العام إلى سورية للمشاركة في القتال هناك، بل ذهبوا للسياحة في أوروبا، وأبناؤهم يدرسون في أرقى الجماعات الغربية، بينما زجوا بأبناء المسلمين في اتون الحرب.
وها هم اليوم يعلنون الجهاد في فلسطين، دون أن نشاهد واحدا منهم يذهب إلى غزة للجهاد، أو يرسل أبناءه إلى هناك، وبدلا من ذلك استخدموا قنوات التواصل الاجتماعي للسب والشتم في حكومات العرب.
حتى منظروهم، ممن يحملون شاهدات أكاديمية عليا، استخدموا قنوات التواصل من أجل نشر أكاذيبهم، فمنهم من يقول إن مقاتلا من “حماس” دخل منزلا فسمع منادياً يقول له: “خلف الباب، خلف الباب” فأطلق النار على الباب فخر جندي يهودي صريعا، فلما بحث عن مصدر الصوت لم يجد أحد، موهم الناس أن الملائكة تقاتل معهم، وأن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تحدث الحجر والشجر بوجود اليهود خلفهم حدث فعلا، وهذا التدليس للأسف ينطلي على العامة، دون أن يسألوا أنفسهم: لو كان هذا الكلام صحيحا، فلماذا لم ينصر الله “حماس” حتى الآن؟
ومنهم من يفربك صورا ولقطات فيديو لأفلام “أكشن”، أو أحداث في أوكرانيا، وينشرها على أنها في غزة، ومنهم من وصل به الأمر إلى تأويل بعض الآيات والأحاديث وفق هواه، بقوله بعد مرور أربعين يوما على أحداث غزة، النصر أصبح قريبا، لأن رقم أربعين ذكر في القرآن في مواضع مختلفة.
“حماس” ومعها جماعة “الإخوان المفلسين”، يتاجرون بدماء المسلمين، من أجل أهداف سياسية خاصة لهم، بتوجيهات من إيران، الداعم الأكبر باعتراف قيادات “حماس”، فموت نحو 15 ألف شخص، وجرح نحو خمسة وعشرين الفا آخرين، هدم نحو ثلث غزة، مقابل مقتل 20 يهوديا، في الوقت الذي تختبئ فيه “حماس” في الأنفاق، وقول ممثلهم في الجزائر إن نحو 25 ألف مقاتل تحت الانفاق ينتظرون الفرصة، دليل على هذه المتاجرة.