حمد سالم المري : سمعاً وطاعة لخير خلف لخير سلف
الحمد لله الذي جعل الحياة والموت آية من آيات خلقه، فقال في كتابه العزيز: “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”، وقال جل وعلا: “كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ”.
فبعد أن غيب الموت حضرة صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، رحمه الله تعالى، فقدنا أميرا متواضعا، رحيما، متسامحا، كان يخالط الشعب من دون حرس لأنه يعتبر نفسه واحدا منهم، مات وغاب عن الدنيا، تاركا وراءه موضع صلاته ومصحفه في مسجده “بلال بن رباح”، وشعبا بادله الحب والاحترام.
كان رحمه الله، أحد مؤسسي الكويت الحديثة، بدأ حياته السياسية في عام 1961 بعدما عينه أمير البلاد في ذلك الوقت، الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، محافظا لحولي لنحو 17 عاما، ومن ثم عين وزيرا في وزارات عدة، ونائبا لرئيس الوزراء، حتى تم تنصيبه وليا للعهد في عهد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، فكانت له بصمات في العمل السياسي، ونهضة البلاد.
هذه هي الدنيا الفانية، يغيب الموت أشخاصا، ويولد آخرون، حتى تقوم الساعة، ترجل الشيخ نواف الأحمد الصباح من فرسه، منتقلا من الدنيا الفانية، إلى الآخرة الباقية، تاركا خلفه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ليكمل مسيرة العطاء، والحب، والاحترام المتبادل مع الشعب، ليستمر النهوض بالبلد، وتطويره، بما يحقق له الأمن والاستقرار والرخاء.
نقولها مدوية تصم آذان كل حاقد، سمعا وطاعة، يا سمو الأمير، نقولها طاعة لله، واتباعا لسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وحبا في ديرتنا الكويت، واحتراما وتقديرا لأسرتنا الحاكمة.
نحن محسودون من بعض الشعوب، لما نعيشه من حب واحترام وتقدير متبادل بين الحاكم والشعب، تحقق بسببه الأمن والأمان، والعيش الرغيد، فلله الحمد على هذه النعم، وغيرها من نعم منّها الله علينا.
نسأل الله تعالى أن يسدد خطى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، وأن يعينه على هذه الأمانة الثقيلة… اللهم آمين.