تلا القرآن على العود .. الملحن أحمد حجازي في السجن
عاد اسم المُلحن المصري أحمد حجازي إلى الواجهة مجددًا بعد صدور الحكم النهائي بقضيته لتلاوته آياتٍ من القرآن الكريم على ألحان العود قبل أشهر.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية في مصر، فقد قضت محكم الجنح بسجن الملحن حجازي 6 أشهر وتغريمه بمبلغ 2000 جنيه مصري، أي ما يعادل 64 دولار أمريكي، بتهمة ازدراء الأديان.
وكان حجازي قد أثار جدلًا عارمًا قبل 4 أشهر بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو يتلو الآية 81 من سورة يس “أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ”، على ألحان العود، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين، معتبرين ذلك من باب الاستهزاء بالقرآن.
وبناءً على مقطع الفيديو المتداول، تقدمت نقابة القرّاء المصريين ببلاغ رسمي للنائب العام تطالبه بمحاسبة الملحن حجازي على هذا الفعل الذي وصف بـ”المستفز” على الرغم من إصداره اعتذار رسمي.
وقال الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء حاتم مقلد المستشار القانوني للنقابة بأنه جرى تقديم بلاغ للنائب العام ضد حجازي.
الإفتاء ترفض تلحين القرآن الكريم
من جهتها، ذكرت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في تلحين القرآن الكريم، في فتوى جرى نشرها عبر الموقع الرسمي للإفتاء، حيث قالت: “إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغني به محرم شرعًا”.
وتابعت دار الإفتاء فتواها فقالت: “إن سماع القرآن كما تُسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، تصرف السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم. ومن ثم شددت الدار على أن القرآن الملحَّن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم.”
وأضافت الإفتاء “قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، تحريف وتبديل لكتاب الله؛ وفي ذلك ضـيـاع الدين وهلاك المسلمين”.
اعتذار أحمد حجازي
وقال حجازي في اعتذاره الرسمي: “أعتذر أنا الموسيقار أحمد حجازي إلى كل الغيورين على القرآن الكريم، وفي مقدمتهم الأزهر الشريف، ونقابة قرَّاء القرآن الكريم، ومشيخة عموم المقارئ المصرية، وإلى مسلمي العالم عن الخطأ الذي وقعت فيه”.
وأكد “حجازي” في بيانه احترامه الكامل لقدسية وجلال ووقار القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنه “لا يجوز أن يتم تلحين شيء منه على الإطلاق”، مضيفًا: “هو كلام الله عز وجل، ودستورنا السماوي المعجز، ولم أكن أقصد المعنى الذي ظهر في المقطع المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وكشف الملحن أحمد حجازى، عن حزنه بسبب ظهور مقطع فيديو قديم له منذ عام 2000م يظهر في المقطع وهو يعزف العود وكأنه يلحن القرآن.
عقوبة ازدراء الأديان
يعرف القانون المصري جريمة ازدراء الأديان بأنها احتقار الدين، أو أحد رموزه، أو مبادئه الثابتة، أو نقده أو السخرية منه بأي شكل من الأشكال، أو إساءة معاملة معتنقيه، لأن مثل هذه السلوكيات هي التي تثير الفتن.
وأوضح أن المادة 98 من قانون العقوبات تنص على الآتي: “يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي”.