رأي في الحدث

حسن علي كرم : نريد أن ننسى الغزو لكن العراقيون لا يريدون!

السفير العراقي السابق، وهو الثاني للعراق الذي يعين بعد اسقاط النظام الديكتاتوري الاستبدادي في التاسع من ابريل 2003، اذ كان السفير الاول محمد حسين بحرالعلوم، الذي بعد انتهاء مهمته في الكويت، تم تعيينه مندوبا للعراق في الامم المتحدة.
السفير العراقي السابق السيد فاضل العزاوي، اذا لم اكن اخطأت في الاسم دعا الحكومة والاعلام الكويتيين الى الغاء عبارة “الغزو العراقي”، لكن لا يبدو ان الحكومة الكويتية قد استجابت لطلبه.
السفير كان يظن نفسه انه لا يزال يعيش في عهد الديكتاتور الذي كان يظن نفسه فرعون بغداد، الا ان الحكومة الكويتية لم تستجب لارادته، بل لعلي اذكر شن بعض كتاب الزوايا في الصحافة الكويتية تعليقات لاذعة بحق سعادة السفير.
السفير ترك الكويت واظنه قبل اكتمال مدة اقامته، بينما لا نرى اي تحرك لسعادة السفير الحالي السيد المنهل الصافي، وهو اسم على مسمى، فسعادته في حل من خلق مشكلات خارج مهمته التي اولها تمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين، وازالة الغمة السوداء التي خلفها النظام البائد، ولكنها لا تزال باقية.
بعض الاخوة العراقيين، الذين لا نشك بطيبة قلبهم، ومحبتهم الخالصة لإخوتهم الكويتيين، وهذا ما شهدناه ولمسناه عن قرب في كأس الخليج الذي اقيم في البصرة، وحرارة استقبالهم للاعبين والجمهور الكويتي،الذي لم يتصور انه سيلقى هذا الاستقبال من الجماهير العراقية فالعراقيون معروفون بالضيافة واكرام الضيف.
بعد حرب تحرير الكويت وحرب تحرير العراق من النظام البعثي الاستبدادي اتاحت الينا الظروف الاعتيادية للالتقاء باخوة عراقيين ليسوا عنا ببعيد، فبعضهم كانوا يقيمون في الكويت واخرون في ديار اخرى، فنحن وهم تجمعنا رابطة الاخوة، والعلاقة الطويلة.
لكن ثمة اشكالات سببتها احزاب موالية لدول، او احزاب دينية، او بعثيون، وهي تعكر علينا تلك العلاقات.
هؤلاء اعني الاحزاب الموالية للخارج والبعثيون لا يريدون ان نطوي الصفحات السوداء المؤلمة بيننا، لذلك تجدهم يختلقون مسائل يكون المواطن البسيط، الذي لا ناقة له فيها ولا جمل، وهو يدفع مرارتها رغم انها مفتعلة.
منذ اعلان قرار المحكمة العليا الدستورية العراقية القاضي بالغاء حكم سابق للمحكمة نفسها في شأن خور عبدالله بين الكويت والعراق فإن ذلك كان كافياً ليخرج بعض المحرضين الى شوارع بغداد والبصرة للمطالبة بالغاء حكم المحكمة، واعتبار خور عبدالله عراقياً بالكامل، بل تجاوزت شهوة هؤلاء الى المطالبة مجدداً بضم الكويت للعراق.
لاريب هؤلاء يعلمون جيداً فوات اقتناص الكويت وضمها للعراق، وان الكويت لم تعد لقمة سهلة الهضم فكل التجارب والمحاولات البائسة الفاشلة، لقنص الكويت كانت كافية ان يكف العراقيون عن تلك المحاولات البائسة.
الكويت دولة ولسوف تبقى دولة مستقلة رغم انف الكارهين والحاسدين والحاقدين ورغم كل ما تبديه الكويت من حرص للعلاقة الطيبة مع الجار الشمال، هل هذا يكفي؟
العراقيون من جانبهم، ومن اعلى السلطات اثروا الصمت وتجاهل المطالبات الكويتية الدؤوبة لغلق ملفات لا تزال عالقة، وكان من المفترض انتهاؤها منذ سنوات، بل اظن تعمد العراقيون تجاهل مطالبات الكويت على طريقة مسمار جحا.
الكويت لم تترك مناسبة عربية او دولية، او زيارات رسمية، الا وكان على أي بيانات صادرة مطالبة العراق حل المشكلات العالقة بين البلدين، واهمها الخلاف المستجد حول حكم المحكمة الاتحادية العراقية، في شأن خور عبدالله.
في الواقع لا يبدو انتهاء الخلاف على تقسم خور عبدالله، لكن العراقيون يهدفون الى عزل الكويت، بل الاصح خنق الكويت بعد الانتهاء من بناء ميناء الفاو العظيم، وفتح طريق باتجاه تركيا، وفتح بوابة عرعر الى الجانب السعودي.
كل ذلك يعني قولاً واحداً “فشلنا في ضم الكويت وعلينا خنقها”.
الغزو لم يعد مصطلحاً كويتياً، بل هناك عقدة تصدع عقول ونفوس بعض الاحزاب العراقية وحكومات تحكم العراق بعقلية البعثيين، وهذا يعني ان البعثيين لا يزالون يحكمون العراق!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى