أحمد الدواس : “داعش” يصطاد شباب الكويت ليهدم الدولة
نشرت صحيفة “السياسة” في يونيو 2020 فضائح “الإخوان المسلمين”، وتواطؤهم مع القذافي لقلب أنظمة الحكم في الخليج، عندما اندلعت الثورات في بعض الدول العربية سنة 2011، مع وجود أشرطة تسجيل صوتية سـُربت عن لقاءاتهم معه.
إن لتنظيم “الإخوان” في الخليج قيادتين، واحدة دينية في قطر، واخرى سياسية في الكويت، وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودية السابق، قد قال في مقابلة مع جريدة “السياسة” بتاريخ نوفمبر 2002: ” الإخوان المسلمون أصل البلاء”.
وبالأمس تمكنت السلطات الأمنية الكويتية بشكل استباقي من إحباط عملية إرهابية، فقد قبضت على فتى كويتي تواصل عبر تطبيق “تليغرام” مع تنظيم “داعش”، وتلقى منهم معلومات بشأن كيفية صنع المواد المتفجرة، وهكذا تتوغل التنظيمات الإرهابية والمتشدّدة إلى عقول الناشئة في الكويت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
الفتى المذكور الذي تحقق معه نيابة الأحداث، طالب في الثانوية، متهم بالانضمام إلى هذا التنظيم الإرهابي ومبايعته في العراق، وهو متهم بالتخطيط لتفجير حسينية في منطقة مبارك الكبيرعبر طائرة مُسيّرة صغيرة.
وشرح للنيابة أنّه وافق بعد محادثات طويلة ونقاش على الانضمام لـ”داعش” ومبايعة أميرهم الملقب بـ “أبوماريا”، وطلب منهم تعليمه كيفية صناعة المتفجرات، فأحيل إلى المتخصص في ذلك والملقّب بـ”أبومريم”، وهكذا يتشجع “داعش” لنشر أفكاره لوجود أرضية خصبة مثل الأفكار المتزمتة للتحرك في الكويت.
وسبق لـ”داعش” أن استهدف الكويت سنة 2015 بتنفيذه تفجيرا دمويا في مسجد لإخواننا الشيعة في منطقة الصوابر بعاصمة البلاد، أوقع ضحايا بين قتلى وجرحى.
هذه جرائم سياسية خطيرة للغاية يمارسها هذا التنظيم المارق، بل وخيانة عظمى من جماعات المسلمين المتطرفة بحق الوطن، فمعتنقو الفكر الديني المجرم يزعمون، بهتاناً وجهلاً، أننا لانحكم بالإسلام، وغاب عن هؤلاء أن الكويت تتقدم دول العالم في كثرة عدد المساجد، وأفعال الخير.
لقد زعم بعض المحللين العرب والأجانب أن الانتفاضات الشعبية التي تحدث في بعض البلدان العربية ستطول دول الخليج، بما فيها الكويت، فنقول لهم إنهم لم يقرأوا تاريخ الكويت جيداً، فهناك عقد اجتماعي بين السلطة وأهل الكويت منذ أكثر من ثلاثمئة سنة ومازال مستمراً، فآل الصباح جزء من الشعب الكويتي، ولم يأتوا على ظهر الدبابات أو الانقلاب العسكري مثل كثير من دول العالم.
كما كنا ومازلنا نمتلك رصيدا كبيرا من التآلف والوحدة، ولقد كان أهل الكويت يداً واحدة، ومازالوا طوال تاريخهم، ولم يحدث فيها انقلاب، أو أنظمة حكم عسكرية، ولم تُفرض فيها حالة طوارىء، أو أحكام عرفية، وفيها قضاء نزيه يحكم بين الناس.
لقد عشنا في ظل نهج ديني متسامح، وبحكم طيب من العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وعشنا بجدب الأرض الخالية من أي مورد اقتصادي، فلا زراعة ولا نهر، لكن بوضع سياسي مستقر يشعر الفرد بكرامته، أما هؤلاء “الإخوان” الخونة والجهلة فهم طابور خامس، ومحرضو فتنة، ورمز للخيانة العظمى، فبعد ان امتلأت البطون بدأوا يرفسون النعمة.
ألا يطلعون على مآسي الشعوب وفقرها، والفتن الطائفية التي مزقت كثيرا من الأمم والشعوب.
نُكرر، إن معتنقي الفكر الديني المجرم من “الإخوان” و”داعش” يزعمون أننا لانحكم بالإسلام، بينما الكويت تتقدم دول العالم في كثرة عدد المساجد وأفعال الخير، ما يجعلنا نتساءل: لماذا صمتت الدولة طويلاً، ولم تعتبر الجماعات الإسلامية المتطرفة تنظيماً إرهابياً، بينما اعتبرت “حزب الله” اللبناني بتلك الصفة، هل يستحق التيار الديني المجاملة على حساب الوطن؟