أحمد الدواس : يتاجرون بالدين طمعاً بالمال
انظروا كيف يخدعنا بعض رجال الدين في الكويت، طمعا بأموالنا، لكن قبل ان نسترسل في الشرح، اقرأوا هذه القصة:”
عندما بدأت أوروبا تكتشف العالم الجديد، وهو أميركا الشمالية والجنوبية، هدد المستكشف كريستوفر كولومبس الهنود الحمر أنه سيسرق القمر منهم إذا لم يمنحوه الطعام والتموين، الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة.
لم يصدق الهنود الحمر حينها أن هذا القرصان قادر على تنفيذ تهديده، وكان الفلكيون الذين رافقوا كولومبس قد أعلموه أن خسوفا كاملا سيحصل بعد أيام، ولما غاب القمر بالفعل، جاء الهنود المساكين يتوسلون كولومبس لإعادته إليهم، بعد ان تعهدوا تنفيذ جميع أوامره حرفيا.
في الليلة التالية عاد القمر مكتملا، معتقدين ان كولومبس أعاده إليهم، ومن تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر، لكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها الضخمة”.
يقول العالم والفيلسوف العربي ابن رشد:”التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني”.
في الكويت يتفق بعض رجال الدين مع شركة للانترنت فترسل هذه رسائله للجمهور بتكلفة ضئيلة على النحو الآتي: هل تريد ثلاث مليارات حسنة يوم القيامة؟ شاركني في مشروعي الخيري، وادفع فقط 65 فلساً في اليوم، ومن هذا المبلغ تبني مساجد.
حلمك غريب وتبغي تفسيره! اتصل على الرقم المدرج يفسره الشيخ فلان، وهكذا، ويضيف أحدهم: “افرحوا معي”! الحمد لله فلقد كفلنا مجموعة من حفظة القرآن الكريم في صربيا شارك “معي” في مشروع افتح قلبك للقرآن، وادعمهم بـ 65 فلسا يوميا،
وهكذا يخدعون الناس بتكلفة زهيدة هي 65 فلسا.
حدثني صديق انه تسلم رسالة من شركة الهاتف تلك، وفيها مسابقة حول أسئلة كثيرة فأجاب عن كل سؤال، ظناً منه ان الثمن الذي سيدفعه هو 65 فلساً فقط،
وبعد الانتهاء من الكتابة جاءته رسالة على الفور من حسابه في البنك بما يفيد خصم مبلغ 52 دينارا، وهنا اكتشف الصديق مكر هذه الشركة،
فقد كانت “كل إجابة تعني مبلغا من المال يدفع لصالح الشركة.
وبهذا يتقاسم هذا الشخص الجشع مع شركة الانترنت أموال الناس مناصفة، ولا شك ان الطرفين سيجنيان مبالغ كبيرة من رسالة الـ 65 فلسا.
لا بد من تعرية هذه النفوس الجشعة التي تعتقد أن أغلبية الناس في الكويت من السذج، ممن يمكن الضحك عليهم، فوضعت لكل مسألة دينية ثمناً.
مواقع الانترنت التي تتحدث عن أمور تفسير الأحلام والذكر الحكيم، ومعجزات القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة، وبإمكان الشخص الدخول إليها بكل سهولة وبالمجان.
وبالطبع سيدعي رجال الدين أولئك أنهم يقدمون خدمة للمسلمين، أما كان الأفضل ان يقدموا شيئا يبتغون به وجه الله من دون مقابل مادي، كأن يقيموا دروساً في المساجد بدلاً من وضع الثمن لكل مسألة دينية، أما كان الأجدر ان يكتبوا للصحف الأجنبية يدافعون فيها عن الإسلام، لا سيما وان صورة الإسلام تتعرض حاليا لإساءات حادة وتشويه بالغ الأذى على الصعيد الدولي؟
بالأمس نشر رجل دين رسائله فقال: فرصة للبدء في حفظ القرآن مع الشيخ فلان، اشترك الآن وأرسل ف الى الرقم، فقط 65 فلسا يوميا.
ويستمر مسلسل الطمع والجشع، بينما المسائل الدينية بالمجان على صفحات الانترنت.