أحمد الصراف : تغريدة صالح عاشور

غرد النائب السابق صالح عاشور على منصة X:

«إلى الآن لم أفهم ولم أستوعب الليبرالي والعلماني بالكويت وكيفية تأقلمه مع الوضع السياسي بالكويت ومن دون مجلس الأمة ومع ضوابط الحريات والتعبير عن الرأي وتبين لي أنهم أصحاب شعارات أكثر من مبادئ وقيم»!!

* * *

سأتجاوز ركاكة لغة التغريدة من عضو مجلس أمة لأكثر من عقدين، وممن كان سيصبح رئيس السن لمجلس الأمة، ولو لبضع دقائق، وسأتجاوز حقيقة أنه ليس نداً لي، وهو يعرف سيرتي ويعرف السبب، ومع هذا سأتنازل وأرد عليه لأبين له ولأمثاله من كارهي الليبرالية والعلمانية والشيوعية والاشتراكية والماسونية والرأسمالية والماسخوية وشهود يهوه، إن جميعها لا تعني إلقاء النفس في التهلكة، لكي يسعد هو أو يضحك غيره شماتة.

موقفي من الديموقراطية ومن الحريات معروف منذ نصف قرن، لكن عندما يتعرض أمن وطني للخطر، فمن واجبي أن أضع كل تلك الانتماءات جانباً، وأتبع القيادة التي أؤمن بأنها ستأخذنا لبر الأمان، بعد أن تسبب البعض من النواب السابقين، المتهورين، بإيصال الوضع السياسي لحافة الهاوية الخطرة، ولذلك الدرك في الممارسة، والتهجم على الغير ومحاولة التدخل في صلاحيات المقام السامي، ومع كل ذلك لم يصدر عنك أي تنديد لتلك التصريحات الخرقاء، ولم تستهجن لهجة خطابات البعض، كما ولم يصدر عنك ما يبين اعتراضك على الوضع العام، فكيف تأتي الآن وتطلب من المواطن العادي، وبالذات الليبرالي أو العلماني، أن يحارب من أجلك؟

موقفنا الوطني تعقلا، لما تسببه غالبية رفاقك، في دفع البلاد لحافة الخطر، فكان لا بد من تحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذا التمادي الخطير، وهذا التحرك شمل الجميع، بمن فيهم من أقسموا، وأنت أحدهم، في الذود عن حريات الشعب، ومع هذا اخترت أن تبتلع لسانك وتطلب من الليبراليين والعلمانيين «الملاعين» أن يقوموا بما تعتقد أنه من الضروري القيام به؟

أما ما ذكرته أو ذكرته عن سكوت الليبراليين والعلمانيين عن «ضوابط الحريات والتعبير عن الرأي»، وأنهم فقط أصحاب شعارات أكثر من مبادئ وقيم، فهو قول مضحك بالفعل. فلم أسمع حتى الآن عن أي ضوابط على حرياتي أو حقي في التعبير عن رأيي، على الأقل فيك أنت بالذات. وإن كنت تعتبرني عاجزاً، فمن الذي منعك عن التعبير عن رأيك، وقول ما تشاء، وأنت بكل هذه السطوة والشجاعة، هل لأنك تقليدي وديني؟

باختصار… ما عليك شرهة، فمن هو في وضعك يستحق الرثاء، فأنت تعيب على الليبرالي والعلماني سكوتهما عن حل البرلمان، وهذا يبين عدم إدراكك حقيقة مشاعر المواطنين الشرفاء تجاه غالبية النواب السابقين، فمن غير المقبول تضحية الإنسان بحريته وكرامته من أجلك أو من أجل من لم يحترموا أو يحافظوا على مصلحة وطنهم. 

*القبس