رأي في الحدث

حمد سالم المري :”حماس” فلسطينية الجسد إيرانية القلب

منذ اندلاع الصراع العسكري في سورية، و”حماس” تتكشف أمام العالم أنها إيرانية القلب، وأنها أصبحت الذراع الثانية للحكومة الإيرانية في المنطقة حالها حال “حزب الله” اللبناني الذراع الأولى.فهي لم تتحالف مع إيران سياسيا، بل ارتمت في احضانها، وأصبحت أداة عسكرية لها، تنفذ اجنداتها المتمثلة في وضع قدم لها سياسيا في دول المنطقة، بهدف نشر ثورتها الخمينية التي قامت جمهوريتها على أساسها.

وللأسف، كون “حماس إخوانية”، فقد دعمها “حزب الإخوان” في جميع دول العالم، ماديا، وإعلاميا، وصوروها أنها الجماعة الفلسطينية الوحيدة التي تجاهد في سبيل الله لتحرير فلسطين، وإظهار كل من يعارضها، أو ينتقدها أنه صهيوني،

حتى يطلقوا يدها بكل حرية للتحكم في غزة وأهلها، بعد انقلابها على اتفاقية مكة التي عقدتها مع حركة “فتح”.

كلما قتل قائد من قادات إيران، تسارع “حماس” في إصدار نعي رسمي، وترسل الوفود الرسمية إلى طهران للمشاركة في عمليات التشييع، وإلقاء الخطابات الرسمية التي تشيد بهؤلاء القادة، مثل قول إسماعيل هنية عن قاسم سليماني الذي تم اغتياله مع أبو مهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي العراقي واسمه الحقيقي جمال جعفر محمد آل إبراهيم: “شهيد القدس، شهيد القدس، شهيد القدس”،

ونعيه لعماد مغنية، رغم أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة اتجاه فلسطين، بل أياديهم ملطخة بدماء الشعبين السوري، والعراقي، ومتورطون في عمليات إرهابية في دول عربية عدة، منها الكويت، التي خطف عماد مغنية طائرتها “الجابرية” عام 1988، وقتل مواطنين من ركابها، رحمهم الله.

وأبو مهدي المهندس متورط في محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، واستهداف السفارتين الفرنسية والأميركية في الكويت، وخطف طائرة “كاظمة”، وحكم عليه بالإعدام في المحاكم الكويتية منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لكنه هرب إلى طهران، وله فيديو مع بعض عناصر “الحشد الشعبي” الذي سأله عن استمرار العمليات العسكرية للحشد فرد عليه وسط ضحكات عناصر الحشد بقوله: “والله مستمرين حتى الرياض”.

وزادت “حماس” من تأكيد ولائها لإيران، بمشاركتها بوفد رسمي برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية للمشاركة في تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي مات بسبب سقوط طائرته، وإلقائه كلمة قال فيها: “أنهم سيحررون القدس ويهدونها لروح شهيد الأمة رئيسي”.

“حماس” نفذت حماقتها التي سماتها “طوفان الأقصى” تنفيذاً لأجندة طهران التي صرح أكثر من مسؤول فيها أنها كانت رد فعل لمقتل قاسم سليماني، فنتج عنها مقتل أكثر من 35709 وجرح 79990 فلسطينيا، غالبتهم نساء وأطفال،

ومع ذلك تكابر وتقول إنها انتصرت، وتشيد بإيران، وتخون حكومات الدول العربية، خصوصا دول الخليج العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي بذلت ولا تزال الكثير من الجهود الديبلوماسية من أجل إيقاف الحرب في غزة، ونجحت في انتزاع اعتراف دولي بدولة فلسطين، وحشد تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني، ومع ذلك ينعتونها بأنها صهيونية.فأصبحت “حماس” فلسطينية الجسد، إيرانية القلب.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى