رأي في الحدث

حسن علي كرم: “كأس الخليج” المقبلة في الكويت… أين قادتنا الرياضيون؟

قبل بضعة ايام زار وفد من الرياضيين الخليجيين الكويت لفحص المنشآت الرياضية، ومدى مناسبتها لاقامة مباريات كأس الخليج عليها.انا لست رياضياً، وبتواضع جم اقول ذلك،

لكن هذا لا يمنع ان نحشر انفسنا في شأن شبابي ورياضي، ففي النهاية ما سيتحقق هو نجاح لكل الكويت،ولكل مواطن والفرحة للجميع.

كلنا نتفق على ان الرياضة الكويتية قد تراجعت خصوصا في السنوات الثلاثين الاخيرة، وكلنا كان يحدونا الامل ان تعود الرياضة بقوتها ونجاحاتنا كما كانت في سابق الايام،

وانا على يقين ان هذا الامل يشاركني فيه كل اهل الكويت، من رياضيين وغير رياضيين.تراجع الرياضة الكويتية ليس سببه المنشآت، انما الاشخاص، فالصراع على الكرسي هو وباء كل الكويت، فكلنا من دون استثناء نهرول للعمل الجاد والمخلص، انما للاستحواذ على الكرسي الاول، والجلوس في الصدارة من دون الاعتراف اذا كنا نستحق الكرسي او الكرسي ليس لنا؟

ان سموم السياسة قد ذقناها جميعاً دون استثناء، الا من رحم ربي، متناسين المثل الشعبي “ليس كل من ركب الخيل خيال”، ان التواضع والاعتراف بالذات لا يعيب المرء، اما ان يركبنا الجنون والهوس والغرور فلعمري لاتبنى البلاد، ولا ينيبنا التقدم متواكلين مع الاخرين.

اقول مجددا رحم الله امرأ عرف نفسه وقدراته، ان الصراع على الكرسي قاتل، وكم من اناس سعوا للكرسي، بل استذبحوا للوصول اليه، لكنهم كانوا كالغريق الذي يصارع الامواج من اجل الوصول الى بر الامان.

من هنا ينبغي ان نفهم ان الاولوية للعمل وان النجاح لا يأتي بالاعتداد بالنفس وبحجم العمل وتحقيق النجاح.

الحكومة لا شك، قصرت، وذلك عندما تركت الرياضة كمسألة جانبية غير مستحقة، بينما الرياضة احد الانجازات العظيمة التي تتفاخر بها الدول، سواء بالمنشآت الرياضية او الفوز بالسباقات الدولية، والاستحواذ على الكؤوس او الميداليات.ان الرياضة الكويتية لن تعود الى امجادها القديمة في غياب التدخل الحكومي،

والحكومةعليها ان تضع الرياضة كمكتسب من مكتسبات الدولة، وينبغي وضع دستور رياضي يتقيد به كل الرياضيين، بعيداً عن نفوذ المال، او النفوذ العائلي او المالي،

فالدول تتفاخر برياضييها، وانجازاتها الرياضية.يأتي السباق الكروي الخليجي على ارض الكويت، فيما هناك تجربتان رائعتان قدمتا على ارض دولة قطر والعراق،

فهل الكويت كعادتها في العروض الفنية تستطيع ان تقدم عرضاً فنياً ورياضياً، فيما الزمن يتآكل ودوران الليل والنهار اسرع كالبرق، يحطم اضلاع المتسابقين،

ان قصر الفترة يجبس انفاس الخائفين، فهل المكلفون بالمهمة لهم رأي آخر؟

نقول مجدداً الوقت قصير… قصير فيما كل عشاق الكرة، داخل البلاد وخارجها، يترقبون ما ستقدمه الكويت في حفل الافتتاح، ويترقبون ما سوف تحققه من انجازات كروية،

وهل ستكون الكأس كويتية تبقى في محطتها الكويتية، او ستطير لمن يستحقها؟ الكويت تنتظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى