حسن علي كرم : لبنان الحرب والفراغ السياسي والبطالة… والسهرات
سيبقى لبنان ارضاً للفرح، والدم،والعذاب، والحروب المفروضة عليه من الخارج، لكن بأيد لبنانية.
حرب غزة لا يد للبنانيين فيها، لا باسبابها ولا مبرراتها، فهي حرب اغتنمها الـ”حماسيون” فرصة تصوروا انه ببعض المسيرات سوف يحررون فلسطين كل فلسطين،
وسيعود بيت المقدس والاقصى، ومدينة القدس الى اهلها الاصليين، وسيطرد الصهاينة من ارض ليست ارضهم، ولا وطناً اختاروه بديلاً.
الحرب بدأت يوم الخميس في السابع من اكتوبر 2023 ولا تزال مستمرة، التي اطلقوا رصاصتها الاولى، لكنها اصبحت بيد الصهاينة، الذين لم يكتفوا بهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، لكنهم هدموا حتى المستشفيات، وكل ما هو صالح للعيش لبني ادميين.
“حماس” ليست في وضع المنتصر، ولا تكون في ذلك الوضع، ولا تتصور ان بضعة اسرى صهاينة حجزتهم عندها، يمكن للصهاينة الاستسلام، ورفع الراية البيضاء،
فكلنا نرى ان الحرب ليست اسرائيلية، لكنها حرب تقودها اميركا والغرب، وهؤلاء لن يتركوا “حماس” في غزة او “حزب الله” في لبنان ان يتقدما متراً واحداً في حرب، انما يرون ان انتصار “حماس” او “حزب الله” هو هزيمة للقوة القاهرة الاميركية وللصهيونية العالمية وللغرب برمته.
الغرب لا يزال يعيش قصة هتلر والحرب العالمية الثانية، ولذلك اي رصاصة تطلق، من جهة الشرق او الجنوب، هي رصاصة معادية وقاتلة لهم.
لبنان ليس له في حرب غزة لا ناقة ولا جمل، لكن “حزب الله” الذي يكتم على انفاس كل اللبنانيين زج بنفسه باوامر المعممين في طهران، ما جعل كل لبنان مرهوناً باوامر من الحزب.
المسّيرات التي يطلقها الحزب على المناطق الحدودية الاسرائيلية القريبة من لبنان لا يمكن ان نسميها جبهة، او قوة، فالصهاينة يعلمون جيداً ان الحزب لن يتخطى خطوة واحدة ما بعد الحدود المرسومة بين اسرائيل ولبنان.
ماذا بين لبنان واسرائيل حتى يزج او يدعي “حزب الله” انه يقاتل من اجل لبنان، وهو ادعاء يحتاج الى توضيحا، وهل “حزب الله” يستطيع ان يحرر القرى اللبنانية المحتلة خارج سلطة الدولة،
قد يحرز الحزب الشرعية من الدولة، وهو امر مشكوك به فيما خصوم الحزب من داخل المنظومة اللبنانية اكثر من المؤيدين،
الحزب زرع غير طبيعي زُرع في لبنان، وهو ما يعني أقريب او بعيد مقيم غير قانوني.
عهدي بلبنان طويل، اكثر من ستة عقود، وانا ازوره سائحاً، لا تاجراً او مالكاً لعقار، او محسوباً على احد.لبنان لكل اللبنانيين نعم، لكنه يحمل هموماً ينوء بحملها، هناك الفلسطينيون اللاجئون الذين يكادون ان يكونوا لبنانيين او بالاحرى كادوا،
وهناك مليون نازح سوري يرفضون مغادرة لبنان لبلادهم، وهناك يمنيون وعراقيون وجنسيات اخرى.
وفوق هذا وذاك البطالة تضرب في قلب اللبنانيين الذين يرون بام اعينهم المقيمين يسرقون لقمة العيش من افواههم، فاللبنانيون تراهم على المقاهي فيما هؤلاء اللاجئون والنازحون يسرقون من افواههم لقمة العيش،
والعذر ان اللبناني يرفض العمل في الاعمال الصغيرة، وهذا ادعاء مشكوك باصله.
الاسرائيليون يهددون بحرق كل لبنان، كل ذلك رداً على صواريخ “حزب الله”، والحرائق التي نشبت في اماكن محدودة من الاراضي الحدودية في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.من عجب العجاب،
انه رغم الوضع السياسي الداخلي، ودولة بلا رئيس، وكل شيء موقت، ورغم البطالة والهجرات للخارج، لكن الاجمل ما في لبنان السهرات الليلية التي تمتلئ المقاعد من الساهرين، والملاهي والمطاعم تمتلئ بروادها،
هل هناك علاقة بين اللبناني والفرح او صناعة الفرح؟