فوزية رشيد :«قائمة العار» تتسع للمزيد!
{ في سياق سلسلة من القرارات الدولية ضد الكيان الصهيوني سواء من محكمة العدل الدولية أو الجنايات الدولية أو مواقف بعض الدول الغربية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية أو المظاهرات الشعبية عبر العالم والغرب وصحوة الوعي العالمي على أن ما يحدث في غزة هي حرب إبادة وتطهير عرقي فإنه من الطبيعي أن يدخل الكيان الصهيوني قائمة العار! وأن تدرج الأمم المتحدة هذا الكيان الهمجي في قائمة العار للدول قتلة الأطفال! بل إن الكيان يقف على رأس القائمة جراء ما ارتكبه من إبادة وحشية وجرائم حرب حتى غدا قطاع غزة المكان الأخطر في العالم على حياة الأطفال! كما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» حيث تم قتل (15 ألف طفل) حتى الآن منذ العدوان قبل ثمانية أشهر والعدد يتزايد كل يوم وحيث أيضا 90% من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم بما يهدد حياتهم بالموت! ولا يحصلون على الماء والدواء في ظل انهيار النظامين الغذائي والصحي، والكارثة أكبر!
{ حين أدرج الأمين العام أنطونيو جوتيريش الكيان في قائمة العار فإنه استغرق ثمانية أشهر من مشاهد الإبادة وقطع رؤوس الأطفال وتشوه الجثث وجميعها بدأت مع بداية العدوان! القائمة العالمية مدرجة في تقرير عن الأطفال والصراعات المسلحة من المقرر تقديمه إلى مجلس الأمن في 14 يونيو الحالي ومن المفترض أن يدخل حيز التنفيذ ابتداء من نهاية يونيو ويصبح ساري المفعول مدة 4 سنوات.
الطريف كان ردود الفعل التي أبداها الكيان وهو يضع الأمم المتحدة نفسها في خانة العار لأنه أصدر هذا القرار! وكما وضحت (القناة 13 الإسرائيلية) نقلا عن مسؤول صهيوني أن الكيان الصهيوني بذل جهودا لمنع صدور القرار لكنه لم ينجح! وأكثر ما يثير قلقه هو التداعيات العملية المفترضة حول الإضرار المرجح بإمدادات الأسلحة للكيان! أي إن قلقه هو الأسلحة لكي يواصل قتل الأطفال وليس إيقاف حرب الإبادة أو السمعة الأخلاقية والمعنوية الأسوأ! في العالم التي وضعها كآخر مصدر للقلق عنده! المهم هو كيف يواصل القتل والإبادة والتطهير العرقي! ولا يهم أي شيء بعد ذلك!
{ الكيان الصهيوني دخل مسبقا صحيفة العار بكل أشكاله الدموية والبربرية في ضمير شعوب العالم، وقائمة العار ليست حصيلة حاصل اليوم بل إنها تشمل كل دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تماهت مع الكيان الصهيوني في حرب الإبادة! وتمده بكل أسلحة وآليات القتل والتدمير وقتل الأطفال والنساء والمدنيين! حتى لم تعد مجرد شريك في ذلك العدوان! وإنما كل ما يتم فيه من جرائم حرب ومجازر هي من تقوده وقد توحدت مع الوحشية الدائرة ضد الإنسانية وكل القيم الأخلاقية والحقوقية التي طالما ادعت زورا الدفاع عنها!
{ بل إن قائمة العار تشمل كل المنظمات والمؤسسات الدولية التي هاجرت إلى أرض الصمت دون أن تغسل ثوب العار الذي تلطخ بدماء الأطفال والنساء عبر ثمانية أشهر! والقائمة تتسع لكل من شاهد المجازر اليومية ولا يزال يشاهد من العرب والمسلمين الذين هاجروا بدورهم إلى أرض الصمت وأرض اللافعل فيما الصور البشعة والمجازر تتلاحق كل يوم وآخرها مجزرة مخيم النصيرات الذي أبيد فيه أكثر من 200 شهيد ومئات المصابين لتحرير 4 أسرى اعتبره الكيان انتصارا ساحقا له! وينوي الاستمرار فيه وسط تشجيع ومباركة من أمريكا وبعض القوى الغربية!
{ قائمة العار تطل بسوادها على كل من خذل ضميره وإنسانيته وقد جلس فوق مقاعد الفرجة من المؤسسات والمنظمات العربية التي بدت ساحتها وكأنها خالية من الوجوه العربية والإسلامية، التي تقود البرلمانات العربية والمنظمات القانونية والحقوقية والإنسانية! بل حتى الصمت غطى بعاره الأحزاب العربية والمنظمات الإسلامية! التي كانت حصيلة تحرك أغلبها يدور في دائرة الصفر! ولكأن كل تلك الواجهات المدنية والشعبية والأهلية في الدول العربية والإسلامية إلا النادر قد سربلت نفسها بغطاء الغفلة والنوم! ولكأن ما يحدث أمامها من مجازر وإبادة لا يستدعي أي تحرك جاد منها للضغط على حكوماتها لتتخذ أي قرار يضغط على الكيان الصهيوني والغرب ليوقف مجازره حتى أصبحت لعبة المفاوضات غير المجدية هي كل القرار وكل الإرادة العربية والإسلامية!
{ كل هذه المجازر وقتل الأطفال والنساء والمدنيين هي شهود زمن العار على المستوى الدولي والعربي والإسلامي! زمن اختزلت فيه الشهور الثمانية حقيقة العري العالمي وهو يقف متفرجا ملتبسا بالجرائم الدائرة لتنهار كل القيم الإنسانية والأخلاقية والمبادئ الدولية والأممية على مذبح غزة! وتغتسل معا بدم الأطفال الذي صعد عاليا وسكب نفسه على كل الوجوه سواء المتآمرة أو الداعمة أو الصامتة فالكل سواء في محكمة العدل الإلهية وفي قائمة العار!