لغة الجسد لدى بايدن وترامب
في أحد الأيام رأيت طائراً قرب عشه ينفض ريشه أمام حمامتين تقتربان منه، فمد هذا الطائر جناحيه ليكون أكبر حجماً من أجل تخويف الحمامتين.هذه لغة جسد معناها “أنا قوي فلا تقربا من عشي”، فاستعراض القوة يحدث عند الحيوان والطير.
في حياة الناس، هناك لغة جسد، فمثلا، الكاذب عندما يتحدث نراه يمسح أنفه، أي نرى يده تمر مروراً عابراً على أنفه، لماذا؟
لأن شعيرات الدم بالأنف تأثرت، فهو يعلم أنه يكذب في حديثه.ومن أمثلة لغة الجسد لدى الناس، غمزة العين، وبعضهم يبرز عضلاته، وشاب متهور طائش يقود السيارة بشكل أرعن كأنه يقول لن تفعلوا مثلما افعل،
ومعرفة لغة الجسد مفيدة،
إليكم هذه القصة:
تعطل مكيف المنزل المركزي، فطلبت الفني، فجاء أحد الآسيويين، وقال لي: لا بد من تبديل الـ”كمبرسور”، والكلفة 340 ديناراً.
قلت: كلا، هذا كثير، دعني أذهب معك الى المحل لنر الأسعار ونشتريه سويا.قال: لا، فقط اعطني المال، ولا تذهب معي للمحل.
تكرر الكلام هاتفياً، وأخذ يصر على هذه الكلفة، وأنا أمكث في البيت، قبلت وحضر الى المنزل، وعندما قلت له خذ ها هو مبلغ الـ 340 ديناراً.هنا حلقت عيناه ناحية سقف الغرفة، بمعنى طارت عيونه فرحا، فما معنى لغة جسده؟معناها: يا فرحتاه، يا فرحتاه!
سأقبض المبلغ الكبير، وأشتري قطع غيار أرخص، وأكسب فارق السعر.
أنا تضايقت لما رأيت عينيه تنظران للسقف، وقلت في نفسي: لاشك انه يخدعني، وفي اليوم التالي جلب الـ”كمبرسور”، طلع غبي لأن بطاقة السعر على القطعة: 227 ديناراً، فقمت بتصويرها بكاميرا الهاتف.يعني لطش مني 113 دينارًا زيادة، وكان المفروض ان يشتريه بـــ 227 ديناراً،
شعرت بحزن، كيف يخدعني هذا العامل؟
ذهبت الى الشرطة فاتصلت به، وحضر مضطرباً أمام الشرطي، وأعاد لي بعض المال.
طول عمري خاسر في الغربة والسفارات، والله يشهد ما أنا ببخيل، بل العكس، لكنني عانيت كثيراً من الناس، يمكن ما نجحت إلا مع هذا الآسيوي لما رأيت عينيه تطيران من الفرح بعدما خدعني.
هناك أمر قد نعتبره لغة جسد الى حد ما، فقد تستعرض دولة ما قدراتها العسكرية البحرية، فعند ظهورالاحتجاجات الشعبية في شوارع إيران تنطلق الزوارق الإيرانية في الخليج بزعم ان هناك خطراً ما قرب مياه ايران الإقليمية، حتى يلتف الشعب حول قيادته، وتضعف عزيمته.
أو يجوب الأسطول الأميركي البحر حول جزيرة تايوان، لأن الصين مافتئت تحاول احتلالها،
وحول انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.انطلقت المناظرة التلفزيونية الأولى بين الرئيس الحالي بايدن والسابق ترامب يوم 27 يونيو الماضي في مدينة أتلانتا،
فتحدث المتخصصون عن لغة الجسد لكليهما، وأشارت لغة جسد بايدن الى تقدمه في السن، كان صوته أجش، وأنفاسه قصيرة تشبه اللهاث، وأصابعه ترتجف، لقد قدم أداء كارثياً، كان يستمع الى ترامب وفمه مفتوح وعيناه مستديرتان،
وأثبت أنه غير مؤهل لمنصب الرئاسة.
أما ترامب فقد استخدم ابتسامة متعجرفة، ولعق زاوية فمه، إشارة الى انه كان يستعد لمعركة مفتوحة، وحقق هدفه حيث ظهر في شكل رئيس دولة.لم تكن ردود فعل الأميركيين في صالح بايدن، الذي فشل في المناظرة فشلا ذريعا.