محمد يوسف : هل يصل؟
وما زال السؤال مطروحاً، أما الإجابة فهي في علم الغيب، بينما الاحتمالات والتوقعات كثيرة، وقد تصل إلى الحد الأقصى، وواقعة أول من أمس كانت قريبة جداً من ذلك الحد، ولولا التفاتة عفوية، وفارق زمني لا يتجاوز اللحظة، لكانت النتيجة أكثر مأساوية.
وقبل الخوض في التفاصيل وتفاصيلها، وحتى لا نضيع بين مفرداتها وتضارب معلوماتها، نهنئ الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب على السلامة، فهو ورغم كل ما قلناه وسنقوله عنه يبقى الأفضل للموقع الأخطر في العالم، مقارنة بمنافسه جو بايدن، وأعيد تأكيد ما ذكرت من قبل بأن ترامب هو «أحلى الأمرّين».
ونعود إلى سؤالنا، وهو مكرر، ذكرناه قبل عدة أسابيع، ونستعيده اليوم لأنه يفرض نفسه، ويقربنا من حقيقة كنا نحاول استبعادها، حتى لا نتهم بالترويج لنظرية المؤامرة، التي لا أعرف لماذا يكرهها الليبراليون، يومها قلنا إن كم القضايا التي رفعت ضد ترامب، ومحاولات إيصاله إلى مرحلة اليأس والإحباط، ليست عشوائية، بل هي منظمة من قبل جهات متنفذة، تملك السلطة،.
وقادرة على استخدام الوسائل المشروعة وغير المشروعة لمنع هذا الرجل من خوض الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، لأن هناك من لا يريدون عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفتحنا باب الاحتمالات، ابتداء من صدور الأحكام، مروراً بالاستدعاءات المتلاحقة للتحقيق لإفشال حملته الانتخابية، وصولاً إلى دخوله السجن، وإذا فشلت تلك الطرق ألمحنا إلى الاختفاء!
حادث الليلة قبل الماضية ليس مستغرباً، فالصراع السياسي لم يكن في يوم من الأيام نظيفاً، ولا علاقة له بالديمقراطية، فهو صراع سلطة ومتسلطين، صراع مال ونفوذ واحتكار وهيمنة، وهو صراع تصفية، وللتصفية وسائل كثيرة، ومن يقرأ التاريخ السياسي الأمريكي قد يجد إجابة شافية لسؤالنا الذي نعيد طرحه اليوم، فالمشهد من فوق المنصة الانتخابية في بنسلفانيا، ودوي الرصاص، والدماء التي غطت وجه ترامب، يكمل مشاهد مرت منذ «إبراهام لنكولن» حتى «رونالد ريغان».
فهل يصل ترامب إلى خط النهاية؟!