حمد سالم المري : يا حكومة… الحذر من مزدوجي الولاء
يتشدق البعض باحترامه القانون، وأن على الدولة أن تطبق قانون ازدواجية الجنسية بحزم، وإسقاط الجنسية عمن تثبت ان لديه جنسية أخرى، أو تحصل عليها بالتزوير، وتأييدها لما تطبقه الحكومة حالياً من مراجعة وتدقيق على بعض ملفات الجنسية المشبوهة، واتخاذها بعض القرارات بسحب وإسقاط الجنسية عن العشرات من الأشخاص، لكنهم للأسف يغفلون عن خطر مزدوجي الولاء. هناك مواطنون كويتيون تحصلوا على جنسية أميركية، أو جنسية دولة أوروبية بسبب ولادتهم فيها، أو بسبب اقامتهم فيها سنوات طويلة، والعمل فيها، وزواجهم من نسائها، ومع ذلك رجعوا إلى البلاد وعاشوا فيها، ولم يتهمهم أحد أنهم مزدوجو الجنسية، لأنهم فعليا عرب كويتيون من أسر معروفة في البلاد بقدم وجودهم منذ قرون، ولأن ولاءهم للكويت وليس لتلك الدول.
أما مزدوج الولاء فنجد ولاءه للدولة أو الجماعة التي يحمل ويحمل عقيدتها، وأيديولوجيتها المخالفة لما تؤمن به الحكومة والغالبية العظمى من شعب الكويت.
فهؤلاء إما يتبعون تعليمات المرشد العام، أوالمرشد الأعلى، وإما تم زرعهم عن طريق استخبارات الدولة التي يوالونها، ولا تزال لهم اتصالات مع هذه الأجهزة المشبوهة، بل إن بعضهم ينتمي الى أحزاب وجماعات إرهابية، ومع ذلك أصبح منهم وزراء في الحكومات السابقة، ولا يزال منهم من يتولى مناصب قيادية في أجهزة الدولة.
تبين للشعب الكويتي ان مزدوجي الولاء بعد أحداث لبنان عام 2006 ، وما ترتب عليها من تدمير لبعض مناطق لبنان من الجيش الإسرائيلي، فقد سير هؤلاء مظاهرات ورفعوا رايات “حزب الله”، وألقوا الخطب المؤيدة له، بل إنهم وصفوا زعيم “حزب الله” بقائد المقاومة الباسلة.
كما تبين هؤلاء للشعب الكويتي بعد أحداث ما يسمى “الربيع العربي”، وجلبهم للمظاهرات والفوضى للبلاد، وتأييدهم لأحداث “رابعة العدوية” في مصر، بل إن بعضهم صرح “إما أن تسقط الكويت، وإما تقام”، وظهرت ازدواجية ولاء هؤلاء الأشخاص بعد أحداث سورية، وتصريح أحدهم أن ليس لديه بيعة في عنقه لأمير البلاد.
يا حكومة عليك بمراقبة مزدوجي الولاء ممن يتبنون فكر المرشد الأعلى، والمرشد العام، فهؤلاء خطرهم أشد وأكبر من خطر مزدوجي الجنسية من أبناء الخليج، فالجنسية ورقة رسمية تثبت أن حاملها مواطن كويتي، أما الولاء فهو شعور وجداني يضحي الفرد بنفسه من أجل المحافظة عليه والدفاع عنه، فهل ستنتبه الحكومة لهذا الأمر؟
أرجو ذلك قبل أن يقع الفأس بالرأس، خصوصا أن الخطر يحدق بنا من كل الاتجاهات، فالميليشيات التابعة للمرشد الأعلى موجودة في العراق، وسورية، واليمن، ومؤيدوها منتشرون في المنطقة، والميليشيات التابعة للمرشد العام موجودة في فلسطين، ومركزها في مصر، مؤديوها منتشرون في المنطقة، ومنها الكويت.
*السياسه