رأي في الحدث

خلف أحمد الحبتور: أيها الخليجيون… احذروا!

ما نشهده من تصعيد للتوترات في المنطقة يدفعني الى تجديد تحذيري، الذي طالما كتبته منذ سنوات عدة، من المخاطر التي تهدد أمننا في دول “مجلس التعاون” الخليجي.

أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى أننا متجهون نحو مواجهة كبيرة في منطقتنا.

لقد استعرت الحرب بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية على البحر الأحمر يوم السبت الماضي، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب إقليمية. قد نعلم متى تبدأ، ولكن لا نعلم كيف ومتى تنتهي.

تبرز تصريحات تتهم دولاً عربية بمساعدة الطيران الإسرائيلي في شن هجماته على اليمن.

هذه الاتهامات تمهد لأمر خطير يتماهى مع سياسة التحريض التي تنتهجها منذ فترة طويلة منابر الميليشيات الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك “الحوثيون” في اليمن، قوات “الحشد الشعبي” في العراق، و”حزب الله” في لبنان، هذه الجماعات تتهم دول الخليج العربي بالخيانة، وتوجه تهديدات صريحة ضدنا.

رغم محاولاتنا لتحسين العلاقات مع النظام الإيراني، فإن وكلاءه لا يزالون يقاتلوننا. فلا يمكننا الثقة بمن يمتهنون سياسة التقية في تعاملاتهم معنا.

في خطاب متلفز،هدد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله المملكة العربية السعودية بشكل مباشر، مدعياً أنها تحرض وتدفع لإسرائيل مقابل هجماتها على “حزب الله”

الحوثيون يتعهدون بضرب السعودية مرة أخرى. الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق تثير الفتن وتوجه التهديدات ضد دولنا باتهامات باطلة.

رجال الدين هناك يستغلون ذكرى عاشوراء لبث الأكاذيب ضد دول الخليج. خطاب مقتدى الصدر الأخير هو مثال واضح على استفزازاتهم وإهاناتهم لنا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتحريف بعض آيات القرآن الكريم، مقارنة النجف بمكة المكرّمة، ولعن بني أمية بالكامل، مؤكدين على دخول بيت الله من باب علي فقط.

علاوة على ذلك، تصريحات أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة وممثل المرشد الأعلى في محافظة خراسان الرضوية في إيران، تعترف صراحة أن “حزب الله”، و”الحوثيين”، “الحشد الشعبي”، وآخرين يعملون لصالح إيران ضد الدول التي يتواجدون فيها. ويفتخر أن إيران قد أحاطت دول الخليج العربي من الشمال والجنوب بهدف تفكيكها.

نظراً لأن هذه الميليشيات تُدار من إيران، علينا أن نسأل أين تلك الوعود بعلاقة جديدة؟

إن أسلوب إيران في شن الحرب عبر وكلائها يشير إلى هدفها في تحويل أراضينا العربية ساحات قتال لتحقيق أجندتها.

كل ما أحذر منه اليوم، أشرت إليه في كتاباتي منذ عقود، وجمعت مقالاتي في كتاب بعنوان “هل من يصغي”؟

السؤال الجوهري هو: ماذا نفعل لمواجهة الخطر الذي يهدد أمننا ووجودنا؟

يجب علينا إعادة تفعيل توحيد صفوف قواتنا العسكرية في الخليج كقوة رادعة لأي عمل عدواني. نحن أقوياء ولسنا ضعفاء، ويمكننا الوصول إلى كل مكان، لكن يجب أن نظل يقظين وحذرين.

أحض قادتنا على توجيه الاهتمام إلى الحدود العراقية، حيث يتم التحضير لحرب إيرانية بالوكالة ضدنا. تابعوا تصريحات قادة الميليشيات الإيرانية في العراق ورجال دينهم، وافهموا خطورة تهديداتهم، وستفهمون مدى إلحاح تحذيراتي.

يجب أن نتحرك الآن لتجنب الندم لاحقاً، لعدم إدراكنا لخطورة الأمر إلا بعد فوات الأوان. والسؤال يبقى: “هل من يصغي؟”

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى